الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{والمسغبة لا يروقها الحطب}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{كريم خيري العجيمي}}


والمسغبة لا يروقها الحطب..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-#قال.. 
وكان ظني بأن الآخرين على الصواب.. 
وأني من عليه أن يبادر بالاعتذار.. 
هي تلك القشة التي قصمت ظهر البعير الذي اتخذته مطية إليهم..
حينما عرفوا كيف يثقل ظهره بالأحمال.. 
فيبادرون بالجناية عامدين..
ثم يرمونني بالتهم تباعا.. 
ينتظرون ألف اعتذار، لا عن خطأ وقع..
ولكن لأن غرور قلوبهم كان لا يقبل بأقل من أن أموت اعتذارا..
أجثو على قلبي طالبا الغفران عن ذنب لست أدري بأي اجتراح لبس روحي..
وتزيا ملامحي وخطوط يدي وتعاريج أوردتي..
وسرى في شراييني..
حتى صرت ملوثا عن غير دنس إلا تلك البراءة إن عدوها رجسا..
وكأني شيطان عصى سيدا أمره بتقديم نفسه قربان ولاء فقال علام؟!..
حتى السؤال أيها الغبي محرم..
وحينما كنت أقدم لهم ذلك الحبل الرقيق الذي به شنقوني.. 
لم أكن أدري أني أنا قاتل نفسه..
فممن أطلب القصاص وكيف أطلبني لأقتص مني؟!..
كنت أنيخ مطايا الأمنيات ها هنا..
وجهلت المسافات وسوء فعالها..
ولكنني الآن أيقنت..
أن ال ـــــهنا تلك..
لم تكن يوما إلا هناك..
وذئب الحدود على أعتاب الحلم يترقب..
ولا أدري بأية حال يقتل الرجل دابته ثم يكمل الطريق لا على قدمين وإنما.. 
بقية روح..
هكذا كنت أنا معهم.. 
وذات منعطف يا سيدي، خلعنا عباءة القصة..
وصفعنا الدروب على وجهها لئلا تعود وتدمن وقع أقدامنا الحيرى..
حيث لا أولى بعد هذه المرة ولا أخرى..
فلا يحق لها أن تعشق ما لن يحدث مجددا..
فضضنا بكارة الكتاب المغلق على استحياء ليكون الصمت والفراق هو رسولنا الأمين وكاتم السر..
ودون حرف ينطق..
فما فائدة الكلام في مقام يكون السكوت هو نبي لحظته؟!..
أولى لك فأولى..
فالزم ما تولاك وتوله..
ربما ذات يوم يدركك الوصول..
يوم أن ينبت من الشوك العنب..
انظر إلى ذاك الجذع الذي تضربه الريح واسأله الرطب..
فهل يجيب؟!..
هو حلمك بالوصال يا أيها الجاهل..
فعِ ما سطرت السنون واقنع..
وفي ورقة مطوية بعناية، تركها أحدهم بتلك الزاوية المظلمة الوحيدة الباقية من صرح روايتنا الطويلة ومضى..
قبل أن يمر الزلزال فوق كثبانها..
وعلى ذات الأريكة التي تدثرت من برد الزمن بعناق أجسادنا..
قبل أن يعصف الخريف ببقايا العطر..
وجدت رسالة..
أيها الجهال..
لا تتمسكوا كثيرا..
فكلهم راحلون..
فدلني الآن يا سيدي..
على فسحة من الزمان..
فيها أشد أوتاد الخيام..
وأرتقب..
وقد يبس ناضر القلب..
والمسغبة على الأعتاب..
لا يروقها الحطب..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..

كريم خيري العجيمي 

ليست هناك تعليقات: