السبت، 5 مارس 2022

نص نثري تحت عنوان{{ سارقة شغف }} بقلم الشاعرة الأردنية القديرة الاستاذة {{أسيل ياسر المسلم}}


 ((سارقة شغف)) 


كنت أخرج من بقعة واقعي مساءً وأتوه بين أرصفة قريتي،ابحث عن الحرية التي يعيشها الآخرون، أمهد على روحي بقلبي،
فأنا لستُ لصةً متعمدةً أن تخرج عن الصراط المستقيم بل مجرد قطة أليفة تود أن تمرجح قدميها فوق الطين الجاف، لأضع خطواتي ذكرى للشمس حين تنيرهم وتطفئني .
يريدون انتزاعي من لذة الكينونة كما ينتزع  الحديد من الكونكريت رغماً عنه بالقوة، أناظرهم من خلف القضبان، يظنون أنهم يخطفون حريتي ويتركون مفاتيح قيودي في قاع البحر، لم يعلموا بعد بأني أعرف العوم ليلاً وأعلن الغرق نهاراً ،فأنا لستُ سوداوية ولم أكن مريضة اكتئاب أبداً
فقد أعلنوا الحرب عليَّ فقط لأنني وددتُ الحرية. 
أردت أن أنحدر عن جبالهم ذات اللون الموحد ، وأرادوا أن أخضع لتحجرهم القاسي.              

فكرت جيدًا بالأمر قبل الوقوع خارج هذا المحيط، طلبت العون من أحد كبار المناطق المجاورة ، وأخبرته بكامل قصتي أريد النجاة من تلك العبودية، أريد إكمال دراستي، 
فوضعني من خيارين هما أما أن أتزوج منه ويمنحني حياة كالتي أريدها أو اختار حياتي القاسية بالبقاء في قريتي،
فاخترت الزواج منه ومنحني حياة ،أصبحت فيها سارقةٍ شغوفةٍ ولستُ بسارقةِ شغفٍ .



أسيل ياسر المسلم. الاردن


ليست هناك تعليقات: