أنا و محمود درويش
و هي
قد أغرقنا الحرف
الكاف
كفن الأحلام المطرز بدم
الحمام
و الكف المبلول بأرق السنين
الشاحبة الغمام
كيد القدر حيث وطن الضياع
و الدمع بركن الضجر
و النون هواء المر على ضفتي
الشمس يقتل النظر
فمن نحن ...... ؟
كنا نمشي واثقين بخطاي برؤاي
فأنا المرئي من بقايا السماء
و أنا صمت الوجع بوطن الكلام فأشدُ
ألف جثة ورائي و أقول مالا
يقولون
و محمود درويش قد صار يصارع
ريح الظلام فهو المرئي بعرش السماء
و قال ما لا يقولون
فقال بجدارية الشعراء كل ما سوف
يقال
التاريخ و التغيب بفلسفة الراحلين
و صورة الذكرى بين لوحتين
فربما هو أجاد بلغة الكتابة أكثر من
الكثيرين عندما قال
أنا مثلهم لا شيء يعجبني لكني
تعبت من السفر فأنزلني هنا
و نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا
إليها سبيلا
فهو يدنو بجسد الكلام كلامه للبعيد
برعشة الغياب بسفره الطويل
و أنا بالقصيدة أشبهه بنثر الكلام كلما
نحر الكلام فينا
فأرتبُ مأتم جنازتي مع الوقت بسفري
البعيد فأكتب
ليتك لم تأتي بموعدي الأخير
لتقتلني
ذرفتني فوق حدود التحمل و القدرة
و العيون لا تحمل ذنباً
فأودعتها و الروح تجري خلفها لتعانق
روحها على دروب الرحيل
و لم أكن لأحيا حجراً و أجسُ
نبض الأبجدية
فتعثرت كلما جئت أنهض من سقوطي
المكرر بغيابها
فلولا وجع الحكايات بأخطاء السنين
و موتي المبكر في دنيا السراب
لما أصبحت شاعراً محبطاً أتمرس على
شهقات الكلمات المغلوطة
كانت تؤنس المكان بصورتها كلما
قبلتها و أشبعت ثنايا الروح
لكنها تحجرت بين يدي و انكسرت
صورتها و راحت تسبقني على طريق
الموت و تغيب
بكيت عليها و لم أنساها
ندمت لأني سكنت بقلبي بروحها
و نسيت أن أحيا بعدها
ضائعٌ كنت هناك بلا معنى لوحدي
و وحدي هنا ضائعٌ أنا أداعب ساحرة
القلوب
الكافرون الكاذبون العابرون من جسدي
إلى جنازتي هم قتلة الزمان و
لعنة المكان
بجدار الشبح كنت أحلم بلا شيء
و أهربُ من كل شيء
كنت أتزمر عاطفة كلما طلع الفجر
بخيط الشمس الأولى
كنتُ أحسُ و أشعرُ بمكانة البقاء
برهبة وحدي
و لم أعد أتذكر كم مرة متُ بالحنين
هناك خلف الراحلين
قد كسرتني الخيانة العظمى يا محمود
تلك التي رسمتها بنور الله
فقلت أكثر من الوجع بكل قصيدة
من إساءتها
فأنا أسيرُ على حافة الهاوية منذ
القِدم بجرحي القديم
و لم أعد أخشى من السقوط
بعد الآن
فالميت لا يخاف من الموت بألف مرةٍ
و لا يخشاه
فهو مجربٌ و معتاد عليه بكل طقوسه
الكثيرة الموجعة
من و لماذا و أين و متى و كيف
تلاشى هذا العمر
فأنا لست مثلك يا محمود درويش
ملك الصدى فلا أُنسى
و مدللٌ بزمن الشعر و صاحب شعبيةٍ
واسعة
لأحرك مشاعر تماثيل الحجارة و الأصنام
بقصائدي العتيقة
و لا أجيد صلابة الوحي مثلك
كي أقول
و تمضي الأيام من وجع الحياة
فكل كتاباتي هي سخرية الفلاسفة
و المفكرين
أكسرُ الحرف الذي يعاندني و أشاطر
المعنى بكل سطر بدفتري
أبتعد بجرح الوحي لآخر النفق و أعصر
الروح بصور الذكريات
أنا حرٌ و كئيب بترتيب الحروف
لا شأن لأحد بإختياراتي و بشكل
وجعي
فقرأت فصلاً كاملاً من كتابات محمود
درويش لأنسى ما يؤلمني
و تذكرت قصيدة محمود و قصيدتي
لن تأتي
فكلانا كتبنا قصيدة الخيبة على غياب
من انتظرناهم هناك
ف محمود درويش كان يرسم الحرف
و يتقن الشجن المتمرس
في لغة التصويب بجدران الذاكرة
فهو كان يدقق في مغزى الحرف
و يرتقي
و انا مثله كذلك أجيد لغة التصويب
بجدارية ذاكرتي
و أدقق جيداً بمعنى الحرف و
أرتقي به
لكن لو كان محمود درويش حياً و
موجودٌ الآن
لو بقي يراقب قافيتي هنا عن كثب
و يقرأها معي
لوقف احتراما لكتاباتي الساخرة
في التجويد
و صفق طويلاً و مدحني كمعجب
بملحمتي
لبكى طويلاً بآخر القصيدة معي
و شكرني
فهو صديق البكاء بالقصيدة
و انا كذلك صديق البكاء و المحبطين
بكل حرف أدونه شعراً
فهو الشاعر العربي من فلسطين
و أنا الشاعر الكردي من عفرين
فنحن الأثنين نحاصر شبحاً
من غبار يحاصرنا
فهو كان المنفي ببلاد المهجر
و أنا مثلهُ كذلك منفيٌ و مُهجر
في بلاد المهجر
فهو أحبَ فتاةٍ يهودية بكل قلبه و جس
بكل أطراف العشق بنبضه
غراما
و أنا كذلك أحببت فتاةٌ كردية عادية شقية
غبية بهيمة العفاف
فأرهقتني بالحياة و كسرتني حتى
القيامة نداما
فربما هذا هو الشيء الوحيد المغاير
بيننا
فهو كان رجلٌ ذو حس و فكرة
و انا كذلك رجلٌ ذو حس و
فكرة
لكنه كان يشبهني بطريقة موتي
قد مات محبطاً من القصيدة
الطويلة
و أنا أشبههُ بطريقة موتهِ محبطٌ
بصورة القيامة الثقيلة
فالناس بطريقة الموت سواسية
لا فرق بينهم إلا في شكل الوجع
و ما اقتبسوا من جعبة
البكاء
فهناك من بين الموت
و ما بين الحياة
رقصة
هي وجع الحياة
و لكني أبكي مثله بعد إنتهاء
كل قصيدة
فمحمود كان يبكي بوقت الوحي
في القصيدة
و أنا كذلك أبكي وجعاً و ألماً
و أدمى غاشية من الندم و لا
أرتاح
فكلما دغدغ الوحي بوجعي
لوحدي أجفُ نبض الأوجاع و أسطر
خيبة الأيام على جلدي
و أحلمُ سرابا في الغد البعيد
محمود درويش وطنهُ فلسطين
مغتصب و مازال
و أنا كذلك وطني عفرين مغتصب و
مسروق و مازال
أسيرُ مثلهُ بنعشي على درب الموت
و أبكي كلما صرت للبعيد في
جرحي أكثر
و لا أتذكر تاريخ الهزيمة متى مشينا
تائهين
مثلهُ دوماً أنا متعصب مع الدمع
فأرفض ثوب الشتاء
بمنفاي المر
مقيدٌ أنا بألف زنزانة و لست حر
لكي أحلم مع الغيم
فأنا مثله أراقب درب الموت سراً
دون أن يراني الشبح و يحاصرني
القاتل السفاح
علني مازلت حياً خلف الراحلين
بعد
كل هذا الألم الطعن الرديم
و كما فعل أيضاً أنا أدمنت في الشفق
حتى الأخير
فأمضيت خمسين عاماً أصنعُ بقطار
العمر من تعبي
و عندما إنتهيت نسيت أن أبني
لها محطة
لكي أستريح من سفري
محمود كان سيد المنصات و يلقي
أشعارهُ للجمهور الواعي المصفق
له هناك
فمات غريباً ثم عاد بجنازته إلى بلده
الأم محملاً على الأكتاف
و تنهد بضيق التنفس عندما مشى
بموكب الوداع
و لم يشكر من المودعين أحد أثناء
الدفن و لم يقرأ من منا المهاجر
كالحجر تجمدَ و نام في الرخام
و هو
مطمئن على بقية الكلام بنعش
السلام
أما أنا فأتنهد بألف حسرة و أرتعش بألف
موت
فلا أحد يعانق جبيني و يقبله لأنسى
حزني الشريد
و لا أحد يقرأ من قصائدي ليفهم
لغة الحياة البعيدة
فمازلتُ كالمعتوه الأحمق ألقي بأشعاري
على أرصفة غربتي من وجع
الذكرى
دون أن يشكرني الجمهور المتحجر
القلب
أو يستمع إلي أحد العابرين فيقول
أحسنت يا شاعر الهواء المر
فمحمود كان ذو قيمة بين ناسهِ و أهله
العرب فأحبوه
أما أنا فلا
لا قيمةٌ لي بين ناسي و أهلي الكورد
و الحلبيين فلا أحد
يراني
فالكواكب كلها تشهد بأن محمود درويش
كان شاعراً مخضرم و يتقن
لغة الضاد
و أنا صرت على دربه الشاق بوجع
حكايتي
و قد أصبحت متمكنٌ بالكتابة على
ما أعتقد بعد موته
و قالوا عني أنت درويش عفرين و سيد
الحرف و أمير القافية
فبكيت و حمدت الله
فأنا أتقن أيضاً و كذلك لغة الضاد كغيري
من الكثيرين الذين يحلمون بنجاة
القصيدة
فدائماً أسهو مع الليل بأوجاعي ولا
أنام كباقي الناس
أعد بمخيلتي آلاف الصور و آلاف
الحكايات
و عن سر فشلي بالجاذبية بين الأرواح
و أمضي في الشرود
ربما أعطي لسر حكايتي معناً آخر
فأنا هو المنسي المجهول
و أنا هو آخر الشعراء في هذا العصر
و الزمان
أقول لا .......
فساعدني يا محمود لكي أنجو
من محنتي الأبدية
و علمني كيف أكتب قافيتي بلا أخطاء
و دلني على مجد الكلمات لأكون
ساطعاً في سماء الحدس
فلم أعد أتذكر إلا شكل الخيانة
و يوم النكسة الكبرى هنا
فأنا يا سيد الحلم لست سوى دمعة
من القهر على طريق السفر
و مازلت أداعب أسراب دموعي و أطرز
بأثواب الأكفان
لكننا و كأننا نشبه بعضنا البعض بأشياء
و نختلف عن بعضنا البعض
بأشياءٍ أخرى
لكني سأعود يوماً من وجع الموت
للوراء
لأحيا بصورة الطفولة المبكرة ببرائتي
بذكرى بيتنا القديم
سأتفقد كل تفاصيل الذكريات و سأعبروا
زمن الحكايات التي انكسرت قبل
موعدها
فهناك كل المواعيد التي نثرت جمال
الكلام
و مازالت تردد أغنية الحب الأولى بذاكرتي
للحالمين الصغار
فكل ألواننا بقيت تفيضُ هناك بين الأيام
بذكرى زمنٍ جميل
كم كانت البداية جميلة بأوقات
الفرح
و هي ترسم لنا الهدوء بكل مساء
تلاشت الأجساد و الأرواح من ذاكرة
بقيت تقلب بداخلنا المواجع
فرحنا نشقى بغربتنا و نركض خلف
السراب
و كل الشعراء راحوا يركضون في الوحي
للامس البعيد لأنه الأجمل و
الأنقى
يعيد للذاكرة راحة الأنسان المعافى
من الوجع و الخذلان
و اللغة في زمن البداية كان أفهم
من الآن و بسيطة التعبير
فيا صاحبي المعظم في الأناشيد
الوطنية
يا أيها الغائب الحاضر يا إستاذي و معلمي
باللغة و القافية و سيرة الحرف
المعظم
قد كان زمننا القديم يا محمود هناك
هادئ و لطيف
و الليل كان لونه أزرق و يميل للصفاء
اللحظات التلك و القلوب المشبعة بالبرائة
بشغب اللهو و حسنُ الجوار
كانت وحدها تلخص الحياة بضحكة
واحدة صادقة
أنا وحدي يحق لي أن أبكي بكل مساء
و أجهش في كل صباح
فلا شيء يطفو على زمن البدايات
إلا وجع الحنين للحنين
و كأنه كان يوحي لنا بأننا سنكون في
الغد البعيد بخير
لا لسنا بخير بهذا الضجيج المكلل
بالخسارة و الإنكسار
بإنكسارنا و تعثرنا في منتصف كل شيء
عندما كبرنا ذبحنا بألف حجر
قد تغيرَ الزمان و الآوان و تكالبت كل
الأشياء ضددنا
و كلما جئت أتذكر الماضي تألمت قهراً
و بكيت بخيبتي على جنازة
الحياة
سأحول و أحاول العثور على فكرةٍ ما
لتنقذني من الشتات
و سوف أعود إلى القصيدة كلما داهمني
الحزن ليعصر بجدار القلب و
يهلكني أرقاً
سأرتب مقبرة ذكرياتي قبل عودتي
من النسيان بين الكلمات
فربما اتسعت لي بلادٌ هناك و أرشدتني
التأمل في الفراغ لذات المكان
لكن ينقصني زمنٌ لا يسقط بخطوتي
الأولى برشفة القدم
و ينقصني قليلٌ من أحاديث الشعراء
بلغة الكلام
كي أعرف ما الفرق بين رعشة القتيل
و بين ضحكة القاتل البريء
ماذا فعلت بنا يا أيها الزمان و ماذا
حطمت بداخلنا من أشياء
فأني مازلت أذكر ذاك اليقين و تلك
الجَمعة
صورة الباب الخشبي بمساميره
القديمة
ثلاث غرف ملتصقة ببعضها و سطحٌ
للمنام بأحاديث الوالدين للحكايات
و تلك النظرات التي كانت تراقب النجوم
حتى يداهمنا النعس
فهل حملت مثلي يا سيد العرش العظيم
في الشعر فاجعة الكون و هزيمة
الكائن الغريب
يا إسطورة الزمان للزمان يا أيها المحاك
للكواكب و السحب البعيدة
قل لي يا ساكن بين جدار الكلمات ما
نفع حكمتنا هناك
ما نفع قصائدنا التي دوناها بجدارية
القوافي
قل لي يا سيد الشعراء لماذا نحن نرجع
للوراء دوماً برغبتنا
و هل الحياة كانت أقل وجعاً في عهد
البدايات فنحنُ إليها و نبكي
فهل إنكسرت مثلي يا درويش كما إنكسرت
أنا من طعن المقربين
لا و لا و كلا استحالة أن تكون كذلك
فعانقت الموت لتتذكر شكل
الحياة
فأنتَ لم يكسرك سوى شكل وطنك
فلسطين المحتل
أم أنا فقد كسرني الوطن و الحياة
و زوجتي السابقة عفاف
و غربتي و حرماني من طعم الدنيا
و كل شيء بهذا العالم قد طعنني و
كسرني حتى العظم
فلا نجمةٌ تأرق ضفاف ذاكرتي لأنساها
و أعيد لذاتي ذاتي المفقود
و لا الليل راح يستكن بظل القصيدة
كي أنقذ جثة غدي
فحائرٌ أنا بين متاهات السنين لوحدي
و بين تلك
و حاضري المكسور الهش في ضجر الريح
لا أحد يشبهني بجرحي
فلما خذلتني يا محمود و متَ هناك
يا شاعري دون أن يكون بيننا لقاء
طويل
و أحاديثٌ طويلة في البلاغة بين قصيدتين
و عن تجربة المشردين
قصيدة عربية تحكي عن وجع الإحتلال
و المنفى
و قصيدة كردية تشكو من الهلاك المر
بالهوية الوطنية الضائعة
بطعن البشر الذين أجروا قرآنهم للشيطان
الكبير و بنا كفروا
فيا أيها المناضل الرصين ماذا فعلت
لترحل باكراً عنا
فلم ننتصر بعد يا أيها البطل فإنتظر
فعلام ترحل
أليس هذه كلماتك التي صرخت بها
بإحدى قصائدك
فلما رحلت إذاً و لم تنتظر و نحن لم
ننتصر بعد
لقد أوجعتنا و أدهشتنا و مللتنا تعطفاً
و اشتياقاً
لكن قصائدك هي التي بقيت تدغدغني
بألف حجةٍ للإنكسار بالأبدية
فأنا الغريب يا سيد القوافي المبجل
و لم أعد أحيا فهل أسعفتني
فكيف تموت هناك يا آخري و تركتني
أبوح وحدي بوجع القصيدة هنا
و لوحدي
قل لي يا سيد الحكايا ما هي اللغة
الدارجة
هناك بالموت أم هي عربيةٌ فصحى
هل تذكرتها
و قلتَ للموت يا موت انتظر حتى
ربيع الهش لأعيد ترتيب أشيائي معجون
أسناني و فراشة الحلاقة
فهل رتبت نفسك جيداً للموت يا ملكَ
الملوك يا ملكُ الحروف
أم غافلك الموت سريعاً و أنت نائمٌ
بسريرك
و أنت تحلم بكتابة القصيدة في الغد
ففشلت بالسقوط بثوب الكفن أسير
الوداع
فجاء دورك لتجيب عن سؤالي و ترد
عليَ يا سيد الكلام
ما اللغة الدارجة هناك بعالم الغيب
أم عربيةٌ فصحى
و نريد أن نحيا قليلاً لا لشيء
بل لنحترم القيامة بعد هذا الموت
فربما الأموات لا يحلمون
فألتمس عذراً من كل الكلام بعد موتك
فلا قيمة للشعراء و لا للشعر بعد
رحيلك
و لا شيء ينتمي إلي ههنا فكل
شيء عاثر
إلا موتي و أرشيف كلماتي
فأنا شاعر الأحزان و أريد أن أقلد مديحك
بالقصيدة لأنجو بنعشي القديم
هناك
فمازلت أكتب صراخ أوجاعي بملح
البحر للموج الراحل
و لا أستطيع أن ألملم بقايا جسدي
من ورائي بغربة إنتمائي
فلا إنتماء لي ههنا يا صديقي الذي
قال
انتظرها و هو لم ينتظرني
فكيف سأكمل دورة الجسدين غريبين
ماتَ على طريق الوحي
فإني أعيش متضرعاً ببن كلابٍ متوحشة
فلا تعرف الرحمة و لا الشفقة
و من شدة الخيبة و الوجع أنسى
أن أموت
قل لي يا سيدي كيف هو طعم الغياب
بعد الغياب
إذا متُ غريباً أنا برحيلي الأبدي بعالم
الغياب
فأنا و أنت يا محمود درويش كائنان
يملكان روح القصيدة و نفتقد
أرواحنا
كوطن الريح الشريد بشتاء المنفى
بذكرى العابرين
و بيننا و بين الحقيقة و الخيال فجوة
كبيرة تغتال كل الإمنيات
فلا أنت مت بضجر اللاوقت هناك
لأنساك
و لا أنا عدت من الغياب لأقول
أنا حيٌ ها هنا
فلنا أثرٌ بليغ بزمن الهزيمة بالأبجدية
الخالدة
و لنا نكاسات الدهر المقلد في الروح
بألف قصيدة
لكن الوحي الساقط لا يبقى أثره
يئن بالأنين
بفكرة الغائبينِ النائمين على طريق
السفر الأخير
ف محمود درويش و مصطفى محمد
كبار
طائرين مكسورين تائهين بسماء الحرمان
و مبشران بصورة النسيان
و إحتضار القيامة لجسد القصيدة
المنسية
بحجرٍ يخلد الوجع بالأبدية
ابن حنيفة
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ٢٠٢٤/٨/٣٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق