(فرح ذكرى)
يتعالى الموج عند سفوح الحلم،
فأغرق في عمق القصيدة.
تارةً أتغلغل بين حنايا الروح،
تارةً أنسكب في جوهر الوجود،
عند حدود كوني الجميل.
ذكريات عبرت،
كان وجهه الجميل الشاهد على الذكرى،
ثغره الباسم حبات كرز،
وعيناه تشع ضياءً كاللؤلؤ في عمق البحار،
وساعده جبل لا يهتز، إنما يبث الدفء.
وإن تعمقت أكثر،
فاح عطره ليجنّ المساء لذكراه.
ما هذه الضوضاء بداخلي؟
هل كان رجلاً من تنهدات الشمس؟
أم كان قمراً يلاحقه الضياء بحب؟
حملت أوراقي اليابسة فانتعشت،
فبدا قلمي كمعزوفة ناي حنون.
حاولت أن أراقص أحلامي،
أن أرافق أقلامي في رحلة الشرود،
أما أدراجي المنسكبة عطور،
ورسائلي الغافية بين السطور كلها انتعشت،
وكأنما الكون وُلد من شعلة بخور.
على كتفي وُشمت نجمة،
وعلى يدي بقايا قبلة،
وعند انحدار الذكرى،
شاع الفرح في مخيلتي.
ما هذا الحنين؟
الجو لم يعد عقيمًا،
بل وُلد من رحم الياسمين.
ذكرى لرجل،
مضى ذات مساء،
وضع على زهرتي قبلة،
ورحل بفرحٍ وهدوء،
وكأن الحياة لم تكن ولادة وموت،
بل أكبر من ذلك،
الحياة ذكرى نُقشت بالقلب على مَرّ السنين.
سهى زهرالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق