الأحد، 13 يوليو 2025

قصيدة تحت عنوان{{نداءُ غريبٍ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


"نداءُ غريبٍ"

سَرى الليلُ في روحي وأوهى بيَ الحُلُمُ
فأبصرتُ وجهَ الذكرياتِ، بهِ العَلَمُ

تراكمَ في صدري غمامٌ من الأسى
وأمطرَني شوقٌ، فسالَ بهِ القَلَمُ

يمرُّ خيالُ الغائبينَ على الدُّجى
فتهمسُ لي الأشواقُ ها أنتَ يا سَلَمُ

تُنادينيَ الأرواحُ من قاعِ غربتي
فأشعلُ في عيني بقايا الذي رُسِمُ

وأرحلُ خلفَ البعدِ جمًّا من الصورِ
تضيءُ فؤادي كلما أغلقَ الألمُ

ترى، هل يعودُ الصبحُ في أفقِ نافذتي
أم اشتدَّ في ليلِ المسافةِ الظُّلَمُ

تبعثرَ صوتي في الرياحِ كأنني
نداءُ غريبٍ ما لهُ شاطئٌ يَرُمُ

وكلُّ الليالي حولَ قلبي سحابةٌ
تبعثرُني حزنًا ويجمعني النَّدَمُ

تسللتُ من وهجِ الدموعِ إلى المدى
وعدتُ أغني في سرابٍ لهُ نَغَمُ

على ضفةِ الذكرى شربتُ مرارةً
فسُكري جراحٌ في معارجِهِ أَلَمُ

تهامسَ صوتُ الأمسِ في صمتِ حاضرٍ
وأوقدَ بين الضلوعِ الفَقْدَ والسَّدَمُ

فأبكي وتبكي الأرضُ تحت أنيني
وتجمعني في صدرِها حلمُ من حُرُمُ

أمرُّ على الأبوابِ خاليًا من يدي
فلا صدى إلا جراحٌ لها سَلَمُ

وأزرعُ في دربِ المسافةِ زهرةً
تضمّد جرحَ الغيمِ، يبرأُ ثم يُلَمُّ

يعودُ الصدى رطبًا على بابِ لهفتي
ويوقظُ من بين الضلوعِ بهِ الهَمَمُ

وأسمعُ بين القلبِ والروحِ رعشةً
تفتّحُ لي في العتمةِ الوردَ والسَّلَمُ

وما زالَ فجرُ الغائبينَ يغازلُ
غيوماً يضلُّ الصبحُ عن غيمِها، يَهُمُ

أسائلُ عنكِ الدربَ: من أيِّ مَنفَذٍ
تسلّلَ ذاكَ الدمعُ، أين لهُ العَلَمُ

إذا عادَ دفءُ الوصلِ يوماً لأضلعي
سأحملُ في روحي عبيرًا لهُ قِدَمُ

وفي آخرِ الأنفاسِ طيفُ مودِّعٍ
يسامرني، والحلمُ في راحتي يَنِمُ

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق  
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 05/10/2025

 

ليست هناك تعليقات: