(ليلة من ليالي القطاع):
يزحف الليل الكسيح على القطاع
ويسدل سود جدائله
على جموع المشردين
وسط الركام
تهرع الأم وطفلاها
إلى مأوى خفي
هيأته مكمنا من بقايا وحطام
يعلق الطفل الصغير بها
يرتجيها قطعة خبز ..وماء
فيواسيه اخوه
أيام مرت بلا طعام
تتحسس اناملها محياه
تداعبه وتمسح دمعه
وملء عينيها بحر من العبرات
وتمنيه بوفرة في القوت
عند ما ينبحس الفجر
هي توده أن ينام
بين أنقاض المباني على الطوى..
يغرق الطفل مليا في البكاء
إلى صدرها تضمه وأخاه
تهمس في مسمعه:
نم قليلا يا بني
هذه الليلة قصيٌ عن حمانا الطلقات
وأزيز الطائرات
لن يهاجمنا العدو..
نم قليلا ..عسى غد بالخبز آت
غدا ستمطرنا السماء مع القنابل
وابل طرود مأكل ..ومعلبات....
فجأة تخرق صمتَ المكان الطائرات
وتشتعل جدائل الليل وينحسر الدجى
في لهب القذائف ،تتوالى الفرقعات
يملأ الأفق لهيب.. ودخان قاتم
يستعيد الليل جلباب السواد
ويسود صمت أبكم
اِختفى رعب الصبي
واضمحل جوعه والظمأ
لابكاء ولا دموع ولا وجل
أفل أسى الأم الحنون
لم تعد تبكي انكسارا
كل شيء زال في لمح البصر
لم يعد للأم وابنيها أثر
..قد قضوا...وقضى الضمير العربي
...ومواثيق الأمم!
محمد الهادي الحفصاوي/تونس🇹🇳
(بقلمي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق