الثلاثاء، 22 يوليو 2025

قصيدة تحت عنوان{{ليلة من ليالي القطاع}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{محمد الهادي الحفصاوي}}


‎(ليلة من ليالي القطاع): 
‎يزحف الليل الكسيح على القطاع
‎ويسدل سود جدائله
‎على جموع المشردين
‎وسط الركام
‎تهرع الأم وطفلاها
‎إلى مأوى خفي
‎هيأته مكمنا من بقايا وحطام
‎يعلق الطفل الصغير بها
‎يرتجيها قطعة خبز ..وماء
‎فيواسيه اخوه
‎أيام مرت بلا طعام
‎تتحسس اناملها محياه  
‎تداعبه وتمسح دمعه
‎وملء عينيها بحر من العبرات
‎وتمنيه بوفرة في القوت
‎عند ما ينبحس الفجر 
‎هي توده أن ينام 
‎بين أنقاض المباني على الطوى..
‎يغرق الطفل مليا في البكاء
‎إلى صدرها تضمه وأخاه
‎تهمس في مسمعه:
‎نم قليلا يا بني
‎هذه الليلة  قصيٌ عن حمانا الطلقات 
‎وأزيز الطائرات
‎ لن يهاجمنا العدو..
‎نم قليلا ..عسى غد بالخبز  آت
‎غدا ستمطرنا السماء مع القنابل  
‎وابل طرود مأكل ..ومعلبات....
‎فجأة تخرق صمتَ المكان الطائرات
‎وتشتعل جدائل الليل وينحسر الدجى
‎في لهب القذائف ،تتوالى  الفرقعات
‎يملأ الأفق لهيب.. ودخان قاتم 
‎يستعيد الليل جلباب السواد
‎ويسود صمت أبكم
‎اِختفى رعب الصبي
‎واضمحل جوعه والظمأ
‎لابكاء ولا دموع ولا وجل
‎أفل أسى الأم الحنون 
‎لم تعد تبكي انكسارا
‎كل شيء زال في لمح البصر
‎لم يعد للأم وابنيها  أثر
‎..قد قضوا...وقضى الضمير العربي
‎ ...ومواثيق الأمم!
‎                          محمد الهادي الحفصاوي/تونس🇹🇳
‎                              (بقلمي)
‎                    
‎ 
‎ 

‎ 

ليست هناك تعليقات: