الأربعاء، 23 يوليو 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
         بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
          يادنيا 
           -١-

جلست على مقعدي في الحافلة  إلى جانب النافذة في يوم يشتد فيه القيظ؛وهي الرحلة التي لم تنتهي ولن تنتهي أبدا ،لأني تابعت هروبي من حافلة إلى أخرى. 
بعد هذا الشوط الطويل الذي قطعته؛ لازلت أشعر بالاختناق، وحاجة ماسة لصدر يحمل قلب محب لابوح له لواعج قلبي الذي لم ينعم بالراحة يوما،
حتى وأنا اليوم في بداية الخمسينات من عمري.
لا أجد أمامي وسيلة للهرب من ذكرياتي المؤلمة سوى التنقل من حافلة إلى أخرى،  والسفر إلى أي إتجاه،
وحتى وأنا في  سفري أو في وحدتي، أو حتى مشاحناتي مع تلك الزوجة القبيحة والتي لحسن حظي كانت عاقرا ، فلم تستطيع ربطي بالأولاد ،كل شيء يعيدني إلى الماضي ، إن كانت كلمة طائشة ،عبارة بين شخصان ،شظية من شتائم متبادلة لاعلاقة لي بها لكنها  تتسبب لي بنزف حاد. جملة في مسلسل درامي ،سطر في كتاب ،أو جملة في أغنية ،مقطوعة موسيقية تعيدني إلى ذكرى أليمة.
أي شيء . كل هذا يمكن أن يعيدني إلى الوراء ،وبالتالي يتسبب في نزف جراحي  من جديد.
وأنا أهرب اليوم من تلك المرأة شديدة الغيرة، المتسلطة..أهرب بلا عودة، أتساءل.. بيني وبين نفسي "كيف وقعت في شباكها يامن كنت يوما معبود  الجميلات؟"
صدق من قال "أن حبك الأول هو حبك الأخير،  لم ينسيك زواجك هذا  حبك الأول ..ولاحتى التجارب التي سبقته"
مهما حاولت أن أعيش تجارب أخرى أو اللجوء إلى مغامرات مقصودة ..أو غير مقصودة ،آه....لكن إنتهى زمن ذلك كله ،أي مغامرات وأي تجارب الأن أيها العجوز.
فقط تألم ،لم تترك لك تورثك، تجاربك القديمة  سوى الألم ، اللعنة أين قادني شريط ذكرياتي ،نادية التي اضعتها .. قالت لي مرارا :
"أنت لاتستطيع إيجاد أي تفسير لمشاعرك، وبالتالي  تعبث دئما بمشاعر الأخريات..أعلم أنك لاتتعمد ذلك ،لكن أنت مشتت المشاعر والتفكير معا ..بل وحتى العواطف؟"
ياإلهي ..كيف تذكرتها اليوم..وتحديدا هذا  اليوم ..على الأخص ..ياترى هل لازالت على قيد الحياة ،الأن أدركت بأنها سعادتي المفقودة،
قالت لي يوما :
"اتخشى  الحب ..أم تخشى من نتائجه العكسية فيما لو أنك فشلت في حبك..ههههههه بالرغم من أنك لم تفشل قبل ذلك ..أي أنت ربما تخشى من  الحدث قبل وقوعه ،هذا فيما لو وقع الحدث، أم لعلك تخشى على مشاعرك  فقط ..  مشاعرك أنت ..وتعتقد بأن الأخريات بلا مشاعر؟"
أن حكمك كان قاسيا يا نادية..ظلمتني كثيرا ..أنا فقط أخشى من أن اقحم نفسي في صراعات أنا بغنى عنها ..وبالتالي تتسبب تلك الصراعات في تحطم قلوبكن، كذلك لم أرد إغضاب أمي الرافضة فكرة زواجي من فتاة تكبرني بعقد بأكمله،فالمرأة هي أساس عذابي ، عرفت العذاب عندما فتحت عيناي ورأيت  أمي ،ليتك ترين حالي اليوم .
إنبعثت أغنية سعاد محمد يكفينا لوم ......،
تنهي اللازمة ب "وجرحتني.." فأقول ليت الزمان يعود لأصحح ماافسدته،
ينبعث صوتها من جديد :

                          "وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: