"تَهاوى"
تَهاوى الزمانُ، وقلبي لجْرحِهِ يُسْلِمُ
فَيَبْكِي فُؤادي والضياءُ حوله يَظْلِمُ
أَرَى في العُيونِ لَهيبَ غَدْرٍ مُستَعِرُ
وألمحُ صِدقًا في القلوبِ وقد خَتَمُ
خُطوبُ السنينِ كسرتْ حلمي وما رَحِمُ
لِسَيْفِ الخُطوبِ وَكُلُّ صَبرٍ يَتَحَجَّمُ
عجبتُ لقلبٍ كانَ ينبوعَ مُبتَسِمِ
تحجرَ حتى صارَ صخرًا وأظْلَمُ
تذكرتُ وجهًا كانَ يُزهِرُ مَبْسِمًا
فغابَ كضوءٍ في الأفقِ تكتَّمُ
أحنُّ إلى أيامِ صدقٍ مُهذَّبٍ
فلا الشوقُ يَسلو، لا ولا القلبُ يرحمُ
ويبسمُ صوتُ الليلِ حزنًا مرتَّلًا
يُردِّدُ أصداءَ البكاءِ ويسلمُ
تفلَّتت الأرواحُ من سِحرِ أحلامٍ
وأضحت كصحراءِ القلبِ تُحطِّمُ
نحاولُ أن ننسى ولكننا نعلمُ
بأنَّ الجراحَ سوف تبقى وتلزمُ
ويبقى جمالُ الذكرِ دمعًا يُسجِمُ
يُحرِّك في أعماقِنا الحزنَ يختِمُ
مررتُ على الأطلالِ والقلبُ مُظلِمُ
فعادت بقايا الحبِّ والجُرحُ يُلجمُ
وفي كلِّ ركنٍ من حنيني ترسمُ
ظلالًا على دربِ القسا لا تُترجمُ
كأنَّ الليالي كلها بحرٌ هائجٌ
يُلاطم شطآنَ الأسى ثم يلطِمُ
وكم من عهودٍ صِرنَ صرحًا مهدَّمًا
تبدت كأحلامِ الغرورِ وتندمُ
فلونُ البقايا في دروبي مكلَّمٌ
يُحاكي غروبَ الشمسِ والقلبُ يُظلِمُ
وإني وإن طالتْ خُطايَ لأعلَمُ
بأنَّ الخُطى تُرجى ولا الشوقُ يُلزِمُ
فيا من تغيَّرتم وقلبي مُتيَّمٌ
بعهدِكمُ كيفَ النفوسُ تتقسَّمُ
وكم من جروحٍ في فؤادي تُؤلِمُ
تسطرُ أحزانًا وتذكرُ مَعْلَمُ
سأبقى وإن جارتْ عيونٌ تُجمجمُ
أعانقُ صبرَ اللهِ والدَّمعُ يلزمُ
فمهما اسْوَدَدْتُم في حناجركمُ ظلمٌ
فقلبي لكم صفوٌ وبالروحِ يرحمُ
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 07.26.2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق