"حِكَمُ الدهورِ"
حِكَمُ الدهورِ تُناجي صمتَ مُلتَهِمِ
في صدرِ روحي صدى المجهولِ والحُلُمِ
خلفَ الزمانِ ظلالٌ، ليس يبعثُها
إلا ضياءُ ليالينا على القِمَمِ
عانقتُ ظِلَّ الوداعِ الحائرِ احتَرَقَتْ
في راحَتَيَّ سنونُ العمرِ كالنَّدَمِ
نبضٌ يُطارِدُ في الأعماقِ قافِلتِي
وكلما غابَ موجٌ ضاقَ بي سُدُمِ
والليلُ يُسدلُ أسرارًا بأجنحةٍ
من الشجونِ، فتشتدُّ الدجى النُّجُمِ
أحيا وأحملُ أنفاسي بلا وطنٍ
وأجمَعُ الدمعَ أحجارًا بلا قَدَمِ
يا أيها الغيمُ، إني بتُّ مغتربًا
في مهجتي، والصدى في القلبِ مُلتَحِمِ
أبحرتُ في الريحِ، لا مأوى ولا خبرٌ
غير احتراقِ رؤى الأيامِ في العَدَمِ
نحيا وننسجُ من وهمِ الليالي ضوءًا
يذوي، ويُسقطُ أحلامَ المدى السَّقِمِ
كم بتُّ أدفنُ أسراري بلا كفنٍ
حتى غدوتُ رمادَ الصبرِ والسَّقَمِ
الحزنُ يسري كسربِ الطيرِ في جُنَحٍ
تعلو، فتسقطُ بين الجرحِ والسَّلَمِ
يا سائلي عن لظى الأعمارِ في شُحَبٍ
هل يورقُ اليأسُ في أنقاضِهِ النَّدَمِ؟
نرجو ونخشى ونشدو بالمنى أملاً
وتسحقُ الريحُ أسرابَ المنى الوَهَمِ
وللمواجعِ أنفاسٌ مُبعثَرةٌ
تُحيي رميمَ ليالينا بلا نَدَمِ
كم مرَّ ظلُّ الفراقِ اليومَ مُندفعًا
أبكى الطفولةَ، أدمى زهرةَ الحُلْمِ
آهٍ على عمرِنا المنثورِ في شَجَنٍ
قد شاخَ في الريحِ صوتُ الصبرِ والنَّغَمِ
كم غابَ وجهُ المحبةِ في متاهتنا
واستوحشتْ صخرةُ الذكرى بلا نَدَمِ
نمضي وتلتحفُ الأرواحُ غربتَها
ويجمعُ الموتُ أحلامًا على كَرَمِ
في صمتِ الفجرِ أسرارٌ تودِّعُنا
ويرحلُ الضوءُ من أعينِنا بعزمِ
والروحُ تمضي بخطوِ الغيمِ مُغتربةً
وتنحني للعُلا في صمتِ مُلْهَمِ
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 07.23.2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق