"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم :
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يادنيا
-٣-
بقيت أتأمل تقاسيم وجهها ..ابتسامتها ..ضحكتها.. وبعض العلامات الشبيهة جدا بعلامات عرفتها بأمرأة أخرى في الماضي.
عندما مسحت على شعرها ظهرت أذنها التي تخلصت من الكثير من زينة الأذن التي كانت تغطي كامل أطراف أذنيها بالاقراط والسناسيل،وأبقت قرط واحد فقط مكتفية به ؛لكن بقيت الثقوب ،هكذا يبدو .. بالطبع أن تلك الثقوب قد تسببت في الكثير من الآلام لها أثناء ثقبها ،لاأعلم لماذا نحب الألم لأنفسنا..كم نحن ساديون..ماسوشيون .
وشم حفر على رقبتها لم أتمكن من رؤيته بشكل جيد بسبب سرعة عودة شعرها الشديد النعومة إلى وضعه الطبيعي، وكان أيضا لناديه وشم في هذا المكان نفسه.
أستمر تجاذب أطراف الحديث والمزاح المحتشم بيننا فحدثتني عن حياتها باسهاب وراحة كمن وجدت إنسان ترتح له لتبوح له لواعج قلبها،
ثقافتها الكبيرة والمتنوعة، وشباب قلبها الدائم ؛ ذلك كله جعل للرحلة متعة خاصة، أنستني آلامي وما أنا به قالت:
-أمضيت الشطر الأكبر من حياتي في مهنة التمريض ..أحببت تلك المهنة تحديدا لأنها تمنح العناية والرحمة والسعادة للآخرين ؟
-لماذا لم تتزوجين للأن وأنا أرى بنظري الذي لم يخذلني يوما بأنك كنت تمتلكين الجمال والثقافة ..بل لازلت تمتلكين كل ذلك.
إبتسمت وقالت شاكرة ذلك الإطراء :
-هههههه لم أجد ابن الحلال بعد ..آه..بعد تجربتي الأولى الفاشلة لازلت معاهدة نفسي على ألا أخوض تجربة أخرى..أن الحب الحقيقي يجب أن يتوج بالزواج ليكون التكامل والمودة والرحمة ،بينما أنا كنت قد منحت حبي لرجل واحد فقط ..لم أحب غيره ..ولن أحب غيره لأن القلوب لم تخلق لتكون حقل تجارب؟
-حقا أنت انسانة عظيمة.
-أشكرك..وأنت ..لابد أنك متزوج ولديك أسرة؟
بلحظة أعادتني إلى واقعي المؤلم فتنهدت وقلت بمرارة:
-أنا..آه من أنا تلك ..
-لاتهتم ..لاشيء يستحق الألم ..تحدث ياعزيزي تحدث؟
-لقد مررت بعدة تجارب جميعها إنتهت بالفشل ، كل ذلك حدث بعد تجربتي الأولى..لسوء حظي كنت على عكسك تماما ،فقد كنت معتقدا أن التجارب يمكن أن تنسي المرء حبه الأول.. قمت بخطبة ثلاث فتيات ودائما قبل أن يتم الزواج يكون فسخ الخطبة، ذلك بعد فشل أعظم تجربة حب مررت بها بسبب ..حبي الأول ..الحب الحقيقي والذي ....آه ..إنتهى بسبب أنانية أمي ..المعذرة لاأستطيع متابعة الحديث عن ذلك...
-كما تريد ..لكن الأن ؟
--الأن ..أخيرا أنا سجين القفص الصدىء مع زوجة متسلطة ..بل كنت ..لكن أنا الأن هارب إلى المجهول ..أي حر طليق ؟
-إذن أنت أنسان مشتت المشاعر مثل الكثير من الرجال.
-ربما؟
-وهل كانت جميع الخلافات اسبابها تدخلات الأطراف الأخرى ،كالأم مثلا ..أم أنت قاسي القلب.
-أنا..إنسان ..قد أخطىء وقد أصيب في إتخاذ القرارات..أنا لست ملاكا قد أتسرع في إتخاذ القرارات ..لكني لا أرى نفسي قاسيا ..ل..لكن..
قالت لتحثني على متابعة الحديث:
-أكمل ياعزيزي ؟
-أما هي..أ..أقصد حبيبتي، لم أكن أقصد الإساءة إليها ..فأنا لازلت أحبها..حقا لازلت أحبها..لم أتمكن من نسيانها ..ليت الزمان يعود ..ليته.
-نعم...تابع ؟
لكني شعرت بصداع مصاحب لارهاق شديد يجتاح جسدي بأكمله..أمسكت رأسي بواسطة كفي ،قالت برقة :
"وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق