" دارُ الحبيبةِ "
أقفرْتُ من دارِ الحبيبةِ موحشًا
فالسَّهدُ في جفنيّ لم يتبعثرِ
وبكيتُ أطلالَ الطلولِ كأنّها
نُعْمىً تقادُ على الجيادِ الجُوذرِ
ناديتُها والقلبُ ينزفُ لوعةً
يا دارَ سلمى هل سمعْتِ تأثُّري؟
فلربّ لفظٍ قد يجرُّ صبابةً
ولربّ حرفٍ مثل سيفٍ أبترِ
ما كلّ قولٍ يُستطابُ بلفظهِ
بعضُ الكلامِ كمُهجةٍ في المحجرِ
قد يُزهِرُ اللفظُ الرقيقُ إذا ندى
ويذوبُ فيه الصخرُ عندَ تُفجُّرِ
وترى الفؤادَ إذا أصابتهُ نغمةٌ
يرتدُّ من بعدِ الظلامِ بأنورِ
يا ليلُ إن طالَ العذابُ فربّما
يأتي الصباحُ على الجراحِ بمنظرِ
كم فارسٍ في الحيِّ خِفتُ صهيلَهُ
لكنّ قلبي لا يهابُ بمنذرِ
إنّ المروءةَ في الفتى ميثاقُهُ
والصدقُ زادي في الدُّجى والمتجرِ
ما ضرّني أن ضاقَ صدري ساعةً
إنّي ابنُ نجدٍ في الملمّاتِ البَحرِ
علّمتُ سيفي أن يُجيبَ مخاطبي
إن لم تُفِدْهُ مقالتي بتفكّرِ
والحلمُ ديدنُ من سما في رُتبةٍ
ما كلُّ غضبٍ بالمقامِ بمُجْدِرِ
يا ليتَ أيّامَ الصفاءِ تعودُ لي
فالعمرُ يمضي كالخيالِ المَسفَرِ
كم طيفَ ودٍّ مرَّ بي متبسّمًا
لكنّهُ ولّى كطيفِ الأسحُرِ
فإذا تناءتْ عن فؤادي أنجُمٌ
فالقلبُ في شوقٍ لها لم يُجبرِ
لا الحزنُ يُنسي ما مضى من رفرفٍ
ولا المنى تُغني إذا لم تُؤزَرِ
لكنْ عزائي أنني ما خنتُها
يوماً، ولا غيّرتُ دربَ المِسْفَرِ
صفوح صادق-فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق