غيمة تمشي بميل حنون***
.............................
ماذا تفعلُ الغيمةُ حين تمشي بميلٍ حنون؟
تعرُجُ على ظِلٍّ قديمٍ نامَ فوقَ أصابعِ المطر، وتُلقي ابتسامةً ناعسة على وجهِ التلةِ، ثم تنفُضُ من كتفِها حنينَ الأعشابِ الأولى...
تُغري النوافذَ بالبكاء، وتُحرضُ العصافيرَ على ارتكابِ الخفة،
تُمشطُ الهواءَ كما لو أنَّهُ ثوبُ العيدِ في خزانةِ السماء.
تمرُّ الغيمةُ... وتسهو قليلًا عندَ الينبوع، تغسلُ ضحكةً علِقت على وجنةِ آخر قصيدةٍ سهرى.
ثم تكمل ... تُدوْزنُ الريحَ على وترٍ سرّي، وتَفتحُ للضوءِ بابًا من غيرِ أن تُحرّكَ الأقفال.
تتأوّه أمامي
فأسمعُ النايَ يعزفُ من خاصرتها،
وأراها تُبطئ،
لا لأنّ الوجعَ يؤلم،
بل لأنّ الأنوثةَ لا تُستعجل.
في يدِها طلب،
وفي عينِها آخر،
وفي فمِها نصفُ رجاءٍ
ونصفُ أمر،
وفي كلّ التفاتةٍ منها…
سؤالٌ لا يحتاجُ إجابة،
بل انحناءة
تمشي الغيمةُ بميلٍ حنون،
لا لتُبكيَ أحدًا،
بل لتتأكد أن العالمَ ما زال يعرف كيفَ يُحِبُّ الهطول... إن أتى من يدٍ رخوة، ومن قلبٍ طريٍّ، ومن امرأةٍ أدركت أنَّ المشيَ على مهلٍ ...
صلاةُ العاشقين.
✍️ محمد الحسيني ــ لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق