الثلاثاء، 8 يوليو 2025

قصيدة تحت عنوان{{فليحرقوا ما أرادوا... فالهوى احترقا}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{عمار جامع}}


فليحرقوا ما أرادوا... فالهوى احترقا
ما عاد في الجذعِ ظلٌّ يحتوي الورقا

فليحرقوا الجبلَ العالي، فساحلُنا
نامَتْ على صدرِه الأحزانُ والقلقا

يا ليتَ زيتونةً تبكي لأخبرَها
كيف احتوتْني الليالي حينما اختنقا

هذا الرمادُ دموعي، حين تسألني
كيف انطفى ضوءُ روحي... ثمَّ قد شرقا

لا تسألوا النارَ عن قلبي، فذاك دمي
يُمسي رمادًا إذا ما الريحُ قد عبقا

الليلُ يشهد أني كنتُ أرقبُها
نارًا تلوّنُ صدرَ التينِ والعبقا

وأنّ طفلي الذي في الكهفِ يرسمُها
شمسًا، فصار يرى في الضوءِ من حرِقا

نامتْ عيونُ الصغارِ اليومَ في فزعٍ
من لهبٍ كان بالأحلامِ مُنطلِقا

يا ويحَ هذا الدخانِ السودِ، يسألني
عن بيتِ جدّي... وعن زيتونهِ الأرقا

عن ذاكرةٍ كنتُ أُخفيها بملعبنا
فصارتِ النارُ في ألعابهِ سبقا

قالوا: سيُطفئها الغيمُ... الكذوبُ، ومن
ينجو إذا الغيمُ في أحزانهِ غرقا؟

نحنُ الرمادُ، فإن مرتْ بنا قدمٌ
تبعثرَ الحلمُ، وانطفّى الذي احترقا

كنا صغارًا، نرومُ الضوءَ في لهفٍ
صرنا رمادًا، وما في العمرِ من رمقا

في كلِّ زاويةٍ من أرضِنا صرخةٌ
وفي المدى ضاعَ صوتُ العائدِ الغرقى

حتى الجبالُ التي كانتْ تُخبئُنا
بكتْ، وناحتْ على أنقاضِها الطرقا

يا ربُّ، إنّا رمادٌ في مواقدهم
إنّا عبيرُ الحريقِ... الساكنِ الخنقا

لكنّ في باطنِ الرمـادِ أغنيةٌ
تُنبتُ سنابلَ رغمَ النارِ والقلقا

فالأرضُ تعرفُ أن الحزنَ مُرهقُها
لكنها كلّما ماتتْ... لها خُلِقا

بقلم عمار جامع 

ليست هناك تعليقات: