الخميس، 31 يوليو 2025

قصيدة تحت عنوان{{مَا عُدتُ أعْرِفُنِي}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عزالدين الهمامي}}


مَا عُدتُ أعْرِفُنِي
***
مَاعُدت أعْرِفُنِي، مَا عُدتُ أشبِهُنِي
كأننِِي طَيفُ حُلمٍ فِي الدُجَى انحَدرَا

مَا عُدتُ أعرِفُنِي، ما عُدتُ أشبهُنِي
كَأنّنِي كُنتُ وهمًا ثُم قد عَبَرَا

مَا عُدتُ أذكرُني، ما عُدتُ أُبصِرُني
كأنّني خُطوةٌ في التيهِ مُنحدِرا

ما عُدتُ أسمعُني، ما عُدتُ أفهَمني
كأنّني الصَمتُ فِي الأعْمَاقِ مُنكسِرا

ما عُدتُ أؤمنُ بي، ما عُدتُ أحتملُ الـ
ـمَاضِي، ولا الحُلمُ في عَينيَّ مُنتَظِرا

ما عُدتُ أكتبُني، ما عُدتُ أنسُجُني
كأنّني الحِبرُ في دفْترِ الأسَى انحَدَرا

لكنّنِي لم أزلْ، رغمَ انكِسَاراتِي
أبكِي وأجْمَعُ مِن رُوحِي الذِي انْتَثَرَا

ما عُدتُ ذاكَ الذِي قَد كانَ مُمتَلئًا
لكنّنِي رغْمَ خَوفِي  لستُ مُنكَسِرَا

ومَا عُدتُ أرجُو المَدَى، مَا عُدتُ أُسكُنُهُ
كأنّني خَيطُ وهمٍ فِي الدُجَى انحَدَرَا

ولكِنّنِي بَين أطيَافِ الأسَى، لمَحَتْ
عَينَايَ ظِِلُّ رَجَاءٍ كَانَ مُنْتَظِرَا

فَمَا عُدتُ أُلقِي سُؤالي فِي فَضاءَاتٍ
كأنّنِي سُكّنتُ الصَمتَ مُعتَذِرا

مَا عُدتُ أُخدَعُني، ما عُدتُ أُقصَي بِي
عنّي، ولا ضَوءُ قلبِي بَاتَ مُندَثِرا

ما عُدتُ كلَّ الهَوى، لكنّ بِي بَقَايَا
رُوحٍ، إذا مَا دُعِيَتُ لِلحُبَّ، قَد أنثُرا
***
بقلمي عزالدين الهمامي
بوكريم/ تونس

2025/07/31 

ليست هناك تعليقات: