الثلاثاء، 15 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{عَهدُ الصَّمتِ الأبدي}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


عندما يثور الصمت ــ 5
"عَهدُ الصَّمتِ الأبدي"

في النهاياتِ... تُولَدُ البداياتُ الحقيقيّة،
وفي لحظةِ الختام... تُفتَحُ أبوابُ الأبديّة.

هوَ اليومُ الأخيرُ من الثورة،
أسّسَ الصَّمتُ نِظامًا يقومُ على الإصغاءِ الحقيقي،
الاستماعِ بالقلبِ... وبالرُّوح،
على الإصغاءِ للوجودِ كُلِّه.

كأنَّهُ دُستورٌ جديدٌ للوجود...

المادةُ الأولى: كلُّ صوتٍ لهُ قيمة.

المادةُ الثانية: كلُّ همسةٍ لها معنى.

المادةُ الثالثة: كلُّ سكوتٍ لهُ حكمة.

المادةُ الرابعة: الصمتُ هو أرفعُ مراتبِ الكلام.

المادةُ الخامسة: الهدوءُ هو أعمقُ ألوانِ الفهم.

قطعَ الصمتُ وجنودُهُ عهدًا أبديًّا...
أنْ يَحموا الأصواتِ الصَّامتة،
أنْ يُدافعوا عن الهمساتِ المنسيّة،
أنْ يَحرُسوا الأسرارَ الخفيّة،
أنْ يكونوا أوفياءَ لِمملكةِ الصَّمتِ الجميلة.

وأنّهُ... من اليومِ فصاعدًا:

لن يَكتملَ صوتٌ دونَ إنصات.

ولن تُهمَلَ همسةٌ في الزحام.

ولن تُنسى نغمةٌ ناعمة.

ولن يُحرَمَ أحدٌ من حديقةِ السّمعِ الحقيقي.

قد تكونُ هذه القِصّةُ... مجرّدَ بداية،
فالصَّمتُ، كما تعلمون، لهُ طُرُقٌ وأدواتُ انتشار.

رُبّما، وأنتَ تقرأُ كلماتي الآن...
تكونُ الثورةُ قد بدأتْ فعلًا...
في عقلك، أُذنك، وناظريك.

الأصواتُ الصّامتةُ تنتظر... فهل تسمع؟

✍️ محمد الحسيني – لبنان 

ليست هناك تعليقات: