(( كن سقراطا ))
و لأنّني
لا أتقن التّخفّي
ها حبري يفضحني
تلمّظه على مهل
فقط
كن سقراطا
تعلم كيف تسألني
تشرّب من حوض
أبي الأسود الدّؤلي
و تجرعّ شهد
عبد القاهر الجرجاني
عساك تفقهني
بليغ القوم ذاك
بلاغته أرضعني
و إن رمت هدأة
فارتحل إلى باشو
و كن ابن بطوطة
لعلك تشبهني
وحدها الطبيعة
إليها تجذبني
أراقصها
بلا مساحيق
أعانقها
أنساني فتثملني
لي عين
إلى معين فريد الإلتقاطة
تسحبُني
فأرسمُني موناليزا
وحده ديفانشي
يفك شفرة الفرشاة
تلك التي تدغدغُني
مهتمّ بكل همّ
و همّ العروبة يمزّقني
انا بعض
من بعضي ذات خلوة
و كلّ البعض ألملمني
أنّى الشتات أوجعني
أهاجم الكلّ
و لا شيء يمنعني
منايا رتق
و تضميد جرح
و تعميم فرح
في الكون يغبطني
لا اللّون و لا الجنس
أراه يقصيك و عنّي يبعدُني
و لا الفكر في خانة يحشرك
و في أخرى يُموضعُني
كن فقط إنسانا
بملء معنى الكلمة
أفاخر بك
لعمري ذاك يسعدُني
بقلمي
ابن الخضراء
الأستاذ داود بوحوش
الجمهورية التونسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق