الأربعاء، 27 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{تصريح لجوء}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{سمير بن التبريزي الحفصاوي}}


* تصريح لجوء ...!

إلى الميتين قبل الأوان
ضحايا الزمان...
 الذين ألفو الجوع ...
وتقطعت بهم السبل...
في اللازمان واللامكان 
واستحال عليهم العود 
ولا وطن لهم للرجوع...
وألفو والمنايا تحت الركام...!
والنار و لون الدخان
ونحن نغط  نيام...!!! 
ونحن كما قال فينا النبي غثاء...!!!
للمنسيين  للبرد تحت باليات الخيام
جياعا عند الشتات..
وعند مصائد الموت لأجل الفتات...
وهذا العويل وهذا السباة
جوع...! برد... وموت عندالعراء...!
 مصائد وإغاثة من بقايا...
أيها النازحون الملزمون
 بالبقاء بسجن الخيام مقر...
لا وجهة لكم للهروب
كل الحدود  مقفلة...!!!
 من الحتف أين المفر...؟
لا حق لكم في هوية...!
لا حق لكم في جواز السفر...!
وليس لكم بالأرض مقر...!
متى العود الى أوطانكم..؟!
وأنتم داخل الوطن بقايا أثر..!
وأنتم داخل الوطن أرقام...!
لا حق لكم في المقام...!
لا وقت هنا للسفر ...!
لا حق لكم في وطن...!
ولا حق لكم في الكلام...!
ولا العود  إلى تلك المدن
لا حق لكم في السلام... !
فقد أكتظت بكم المخيمات
وحلمكم مات هنا...!
حلمكم إحتضر  ومات ...!
حلمكم منذ الولادة يحتضر
طريحا على رصيف الموانيء
تحت لهيب الشمس...!  
وبين  عصف  وقر...
وعند البرد وتحت المطر 
و الريح والثلج القارس  
والجوع غولا أتى...
تربع عرضا وطولا على مد البصر
إلى أصحاب الأمعاء خواء... 
كاني أسمع  صراخ طفل يتضور جوعا : 
أمي رجاء ...رجاء..!
أمي أريد طعاما وماء...
بردت أماه فغطيني أريد غطاء... !!!
أريد فقط   أمنا ودفئا...
ووطنا كغيري...!
موطئا فوق الأرض وتحت السماء
 مشرد أماه و أتعبني هذا العراء...
أريد دارا للسلام وصبحا جديدا
لقد طال علينا ليل الشتاء...
أمي أريد وطنا...! حتى أنام...!
أريد فراشا... أريد غطاء...!
لماذا فقط نحن خلقنا...؟!
بقايا شعوب مضرجة  بالدماء 
ألسنا عبادا كباقي البشر...؟!
لماذا أحلامنا شاخت هنا...
وماتت هنا...؟!
مع برد الليالي و  بؤس المساء ...؟؟
حتى الطفولة لم تعد ملكا لنا..!
كبرنا سريعا وشبنا بلا موعد..!
وأستفحل فينا الأسى...
لماذا الدموع  والحزن عنوانا لنا..؟؟؟
 وحزن النساء دموع بلحن  البكاء
 بقايا نساء يتوشحن رث الرداء..
ويهربن من قصف هنا...!
ونسف هنا...!
و أنين الليل يطارد البؤس فينا  
ما هذا  البؤس الهراء ...؟
أجاب أهل المخيم :
إن الشيوخ متعبة...! وحزن الثكالى...!
عجوز عند الركام تتضرع بالدعاء ...!
 جرحى تحت الحطام يقلبون الرداء 
تقربا إلى الله بالأنين...
قبل النفوق وقبل الممات...
كلام الناس  نفاق الأحاجي...!
طلاسم تمتمة...!  وتنديد...!!!
الخوف يخيم على ما تبقى من حينا...
 ممنوع  علينا الدخول...
 هنا ترقد  حواء... 
أرملة وثكلى...!!
و أحشاؤها  من خواء... 
من فضلكم  أيها العالم الراقي
أبالفيتو والنقض نقتل...؟!
وبلا كفن نسجى وندفن...
أيها الأعداء الأشقاء...!!!
توقفوا عن التنديد والكذب...!!!
 والشجب والقلق الشعارات.... 
و أنتم جميعا خلف المكيفات 
تأكلون ما طاب و لذ... 
و تشربون المثلجات
و تحسون أقداح القهوة 
 في نشوة و كبرياء... 
و قد أمسى مصير الشعوب
بلا معنى كالريح حين تهب
مصير الشعوب هواء هراء...!!
معطل في خبر عاجل....
وفي النشرات وفي الومضات
وأرقام موتى في موجز للأنباء...!!!!
إلى الميتين قبل الأوان
إلى الذاهبين بالغصب نحو الفناء...

-سمير بن التبريزي الحفصاوي-🇹🇳

((بقلمي))✏️ 

ليست هناك تعليقات: