( همزٌ ولمز )
يجافي لبابَ القلبِ وهو يمورُ
ويتركُ وشماً كالنجومِ ينيرُ
وتلتهبُ الأجنابُ من لوعة المنى
فينبضَ آهاتٍ لظى و سعيرُ
أداري وللأيامِ في القلبِ نَدبةٌ
تلازمهُ ما عاشَ فهي نذيرُ
وفي غيرهِ إذما تزُرني زمانةٌ
رضيتُ بقاضٍ علّهُ سيجيرُ
فأبقى على عهد الودادِ مسالماً
على أي حالٍ والجناحُ كسيرُ
وما هزَّني عيشٌ بيومِ كريهةٍ
حَمولٌ أسىً للمهلكاتِ أسيرُ
ولا كلُّ من أرخى العنانَ مهابةً
ولا كلّ من غنّى لهنَّ أسيرُ
ألا جمراتِ الشَّوقِ زِدنَ صبابتي
وما لرقيقِ القلبِ منه نفور
ولي روحُ صبٍّ يحملُ الهمَّ صابراً
شهيقيَ أوّاهُ وآهُ زفيرُ
فيؤنسهُ ما صالَ في وحشة الدجى
فؤادٌ جَموحٌ ثائرٌ وضميرُ
وأطلقُها عرساً فيُطرِبُ جمعُنا
خيالاتِ شعرٍ والمخاضُ يسيرُ
وطوراً يغيبُ اللب في سكراته
وصحوٌ يزيدُ العزمَ وهو كبيرُ
فأقطَعُها والوقتُ يرسلُ جندهُ
كأنّ لياليها عليَّ شهورُ
وما غاب بدرٌ في غياهبِ عتمةٍ
ولي فيه مما أجتنيه وفيرُ
وما همَّنا عينٌ تلصَّصُ حولَنا
لها في القريضِ المُستَفَزِّ حضورُ
فلم يبقَ من بعد الشباب بقائلٍ
مضى ما مضى منّا عليه حبورُ
مدامُ غرامٍ تستبيحُ خيالَنا
وأغوى ومن يغوَ لديهِ يسيرُ
ثباتاً بحضنِ الغافياتِ قلوبَنا
فإنّا غصونُ الزّهرِ وهي عبيرُ
أطلّ مع الأفقِ البديعِ بطيفهِ
وأفصحَ عن وجهٍ أراهُ ينيرُ
وقد جمعتنا في الحديث جوامعٌ
صواحبُ لولا العذلُ هنَّ سميرُ
تجلَّت أمانينا كتاجِ عروسةٍ
على خلجاتِ الصبحِ وهو غيورُ
وفرَّقَها حتى شتاتاً رأيتُها،
بريقُ لآلٍ من ندى وسفيرُ
يبتنَ على حلمٍ ويوقِظنَ مثلهُ
بهنَّ على شمسٍ تطلُّ نفورُ
يخالسنهُ حتى تخفّينَ فجأةً
ويرقبُ خطواتٍ لهن خفيرُ
يقلنَ فما للقلب أوجسَ خيفةً
وأنتَ بطيِّ الحادثاتِ خبيرُ
فقلتُ وفي العينينِ غصةُ دمعةٍ
عليها أمانُ اللهِ وهي تزورُ
وأخشى عليها من رقيبٍ وحاسدٍ
ومما يقولُ المرجفونَ نذيرُ
فأكتمُ في قلبي وتحفظُ سرنا
لواعجُ لم يسكنْ لهن ضميرُ
لكي لا يقول الناسُ أني عشقتها
بهمزٍ ولمزٍ والزمانُ يجورُ
جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق