الاثنين، 4 أغسطس 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
         بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
      سمراء 
        -٣-

استمر تجاذب أطراف الحديث بيني وبين ليلى ،وفي كل حين تضحك ضحكتها المرتفعة؛ بالرغم من أنها عادت بي إلى الماضي عدة عقود إلا أني في حقيقة الأمر لم أشعر بنفس الشعور الذي كنت عليه في ذلك الزمن ،أو لنقل أن حبي لها قد إنتهى لمجرد أن بلغت سن المراهقة ومغادرتها مع أسرتها وزواجها هناك.
ربما يكون تعلقي السابق بها هو شيء طبيعي ناجم عن كونها طفلة مرحة ،ظريفة ،يحبها شاب خجول ؛ فقط ،بينما أنا اليوم أحاول الإبتعاد قدر الإمكان عن الأطفال وازعاجهم ، وبعد أن إرتاح قلبي تظهر هي في حياتي من جديد..بعد أن تساقطت أوراق العمر.
ياترى هل كنت محقا في رغبتي بالزواج منها عندما تكبر ..أم أني كنت معتقدا حينها أن مشاعري لن تتغير نحوها عندما حتى لو كبرت ؟.
وهل ليلى الطفلة ستكون هي ذاتها ليلى المرأة ،
لكن في كل الأحوال هي كانت  ستكبر ويتغير كل شيء.ستكبر نعم ،لكن ..من هذه ..وماذا يحدث؟!!
ابتسمت ابتسامة ذات مغزى وهي تخرج من حقيبتها خاتم فالصو لامع وقالت بغنج مصطنع:
-هللا وضعت الخاتم في أصبعي ياعزيزي؟
تذكرت شعوري  عندما طلبت مني  ذلك في الماضي ،حينها خفق قلبي بشدة وأنا أضع الخاتم في أصبعها ومن ثم قبلت يدها ، لكني الأن عندما وضعت الخاتم في أصبعها لم أقبل يدها ،ولم أشعر بأي شعور كنت أشعر به أيام فتوة الشباب ،لقد تغيرت مشاعري تجاهها ..تغيرت تماما.
لكنها رفعت يدها ووضعتها على فمي كي أقبلها فقلت لها:
-ألا زلت تذكرين ؟
قبلت يدها الصغيرة الباردة قبلة خريفية بشفاه جافة ماكان منها إلا أن أمسكت يدي واحتضنتها ومن ثم وضعتها على رقبتها لينتثر شعرها الأسود الناعم فوق يدي فكانت لمسته أيضا مختلفة ،ياترى هل تساقطت جميع أوراقي ..حقا أن شعورنا عندما نعود إلى الماضي بذاكرتنا يختلف عن الماضي عندما يعود هو إلينا بطريقة عجيبة بعد أن يكون قد غزانا خريف كل شيء ..خريف العمر..خريف المشاعر..خريف الأحاسيس..خريف الرغبة بأي شيء كنا نرغب به.
عاد الماضي إلينا ونحن في لحظات الكرى ،نرغب بأغماض أعيننا لما بعد النوم لعلنا نرتح ،لقد أرهقني معترك الحياة وبدوت أكبر من عمري الحقيقي، الافتراضي .
ماأجمل عمر الشباب والمراهقة في حينها أيها المشيب المباغت.
حقا لم أشعر بطول سفري ولا  بساعات نومي المتقطع،ولا حتى بلحظات قيلولتي اللذيذة،
لكن ياليلى لو إختارت الأقدار غير ذلك؛لربما نتزوج وأن نعش معا ..ربما.
بينما كانت ليلى محتضنة يدي ورأسها في حجري إنحنيت عليها وقبلت  رأسها وشميت رائحة شعرها وأنا في الحقيقة أقبل وأشم رائحة ذكرياتي، لكني لم أشم رائحة شعرها السابقة ..الطبيعية ؛ لقد إختلفت تلك الرائحة وكانت عوضا عنها رائحة الشامبو العطرية.
ماأن رفعت رأسي حتى رأيت أمامي إمرأة سمراء كسسمار ليلى ..بشرتها كبشرة ليلى ،كانت ترتدي العباءة وغطاء الرأس ،أخذت ترمقني للحظات بابتسامة لم أجد لها أي تفسير ثم قالت :
-سعدت صباحا يايزن ؟

                           "وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: