حوار مع الظلّ المفقود (2)
"الطقوس الأولى"
يدورُ الأصلُ كدرويشٍ مجنون،
يرقصُ رقصةَ الموتِ والولادة،
يحاولُ أن يصنعَ من ظلّهِ
دوّامةً تلتهمُ نفسَها.
الظلُّ يتمايلُ كالماءِ على الحجر،
ينسابُ كحريرٍ أسود،
يتشكّلُ كدخانٍ لا يلبثُ أن يتحوَّلَ إلى:
طائرٍ،
ثمّ قِطّة،
ثمّ وردةٍ سوداءَ تتفتّحُ على الإسفلت.
يَهبِطُ الأصلُ على رُكبتيهِ،
يمدُّ يديه كمن يُمسكُ المعجزة...
عبثًا!
كيفَ تُمسكُ ماءً؟
أو دخانًا؟
أو قطةً؟
أو وردة إسفلت؟
أو طائرًا نَسيَ الهواء؟
يُطفئُ الأصلُ مصباحَ الشارعِ
بغضبةٍ تُشبهُ الإعصار،
يظنُّ أنَّ الظلامَ
سيقتلُ الظلّ.
لكنّ الظلَّ
يُضيءُ العتمة...
كـنجمٍ أسود،
كقمرٍ مقلوب،
كشمسٍ
تجلسُ خلفَ القمر.
✍️ محمد الحسيني – لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق