لو لم أحبك
د. كرم الدين يحيى إرشيدات
حبيبتي،
ماذا لو لم تكوني أنتِ؟
وماذا لو لم أحبك؟
كيف سيكون شكل الحياة
والكون من دونك؟
ستكون كل اللحظات ناقصة،
وكأن الزمن توقف في غيابك،
وكأنني لا أعيش… بل أنتظرك،
وأنتظر أيّ إشارة تدلني إليك.
أخبريني…
ما الذي زرعته في قلبي؟
أهو حبك؟
أم لعنة لا شفاء منها؟
أم شوق يولد مع كل نبضة
ولا يموت؟
أنتظر… نعم سأنتظر،
ولا أجيد شيئًا سواه،
أحصي نبضات قلبي باسمك،
وأزرع في كل لحظة أملاً باللقاء.
سأظل ممسكًا بحلمي،
كمن يمسك بطرف الضوء عند حافة المغيب،
لن أغلق باب القلب،
ولا نافذة الانتظار،
فربما يعود اللقاء
في لحظة لا نتوقعها.
وربما تفتح الأقدار بابًا جديدًا
يمر بك إليّ…
وحينها لن أعاتب الغياب،
ولا أحصي الخسارات،
سأكتفي بكلمة واحدة: أخيرًا…
وأهمس لنفسي:
كان الانتظار طويلاً،
لكن حضورك يستحق العمر كلّه.
حبيبي،
ماذا لو لم نكن أحبة؟
ألا تعلم أن قلبي لا يتسع لغيرك؟
ألا تدرك أن الياء في اسمي لا تكفيني
إن لم تحتويني أنت؟
الياء لا تسكنني إن لم تلتصق باسمك.
لو لم نكن أحبة،
لما اهتزت روحي حين رأيتك تغادر ليلتي،
ولا خبأتُ الدمع في سكوني وصمتي،
ولا استندت على كل مكان
يحمل رائحتك
كأنه أنت بكل حنانك.
لو لم نكن أحبة،
لما صارت كل الأغاني تنطق باسمك،
ولما طار كل دعاء من قلبي إليك،
ولما ذكرني كل طريق بخطواتك.
نحن أكثر من أحبة، وأكثر من عشاق،
نحن أكبر من أن توصفنا الحروف،
نحن روحان ارتبطتا رغم كل شيء،
نحن حلم يافع لم ولن يشيخ،
حبيبتي،
يا صاحبة البوح العذب…
كلماتكِ مرّت على النفس
كما يمرّ المطر على أرض عطشى،
فأزهرت في داخلي
حدائق شوقٍ لا تنتهي.
كل بيت منكِ كان غيمة صغيرة
اجتمعت فوق سماء البوح،
حتى سالت منها أنهار الطمأنينة.
بوحك ليس بوحًا،
بل نافذة مفتوحة على الحنين،
تفضي إلى قلب الحلم القريب،
حيث لا غياب ولا ظمأ،
بل وعدٌ دائم باللقاء.
فامضي مطمئنة،
فالغيم حين يعانق الريح
يحمل دومًا سلامًا
من القلب إلى القلب.
حبيبي،
وكيف لا أذوب في كلماتك،
وهي تلامس قلبي كنسيم الفجر،
وتوقظ في روحي يقينًا
بأننا لم نُخلق لنفترق.
انتظارك ليس وجعًا،
بل صلاة حب أرددها سرًا،
وكل نبضة منك
تزرع في أيامي ربيعًا لا يذبل.
إن كان الكون ناقصًا بدوننا،
فهو كامل بك وبحضورك،
وإن كان الليل موحشًا،
فأنت قمري الذي لا يغيب.
ابقَ ممسكًا بحلمك،
فأنا في الجهة الأخرى
أزرع لك الطريق وردًا،
وأضيء بالحنين دربك،
حتى نلتقي بلا موعد،
فنكتشف أن كل الانتظار
كان جسرًا سرّيًا بين قلبينا.
حبيبتي،
لو لم أحبك ما كنت أنا،
ولا كنتِ أنتِ،
وكان التيه مصيرنا.
لقد خُلقنا لنكون معًا،
لتكوني لي… ولأكون لك،
لأكتب على أبواب قلبي
اسمك وأول ميعاد جمعنا.
لو لم أحبك،
لما اختلط دمي بدمك،
وكأننا شخص واحد.
لو لم أحبك،
ما كنت عرفت كيف يكون
الإنسان محبًا وعاشقًا.
نحن ألّفنا الحب،
ولم يكن الحب يعرفنا.
أحبكِ حبيبتي…
أحبكِ.
يحيى
د.كرم الدين يحيى إرشيدات
الاردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق