(ما أنا بشاعر):
ما كنت يوما شاعرا
ولا ادعيت تشاعرا
ما حدثتني نفسي يوما بأني
من مصاف الشعراء
ما دار في خلدي إني أديب
وأني ارتقيت من الشعر الى العلياء
ما ساورتني أبدا
مطامع البلهاء
في مطاولة أهل الحروف
وسادة الكلم الجميل
وصفوة الأدباء والبلغاء
إني لأعرف قدري
وأدرك طولها قامتي
وإني لأخجل من تطاول ظلي
اذا ارتفعت شمس الضحى
أو مالت إلى الغرب
إذا قدم المساء
وتَنْقَدُّ مني أضلعي خَفَرا
إن أحدٌ تأدّبَ في خطابي
واغدق لطفا عليّ من عبارات الثناء
فتراني مضطربا
ويصيبني فرط حياء..
إني لأعلنها: ما كنت يوما شاعرا
ولا من رعيل الادباء
أنا مجرد عاشق
لوضيء الحرف يزكو في بهاء
ويطربني القول الجميل
حد الاِنتشاء
فتراني بهوايتي كلِفا
أطاول رحابا للجمال وللضياء
وأمتطي الحرف سفينة
نحو أعماقي بلا ادعاء
كالطفل ينظم من الزهور قلادة
تراني أنضّد الكلمات قصيدة
ترجمان خوالجي بنقاء
ولسانا لما يجيش بخاطري
الشعر عندي هواية
هَوَسٌ طفوليٌّ بوهاج الحروف
لحظة مدّ خوالجي
وحين يعروها انكفاء
والشعر أيضا غواية
آتيها حين الأنس
ومتى ألمّ بي عارض البأساء
تظل ملاطفة الحروف خطيئتي
متى تلجلجت في خاطري
واهتز بين اناملي ذاك اليراع
يروم بوحا عن بنات خوالجي
حسبي من الشعر صدى ذاتي
بلا زيف ولا اصطناع ولا رياء...
بقلمي/محمد الهادي الحفصاوي/تونس🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق