"الحلقة العاشرة "
ـــــــــــــــــــــــــ
(الهربانة)
ـ "الشبكة العنكبوتية "
شغل فتحي عقله بجملة وفاء الاخيره وهي أن هذا الرجل الذي يدعى (الشاطر)يصرف ببذخ ،على كل من يخلص له ولا ،نريدان نفقده حتى تسير خطتنا في طريقها الصحيح ، هنا وقف فتحي مع نفسه وسأل روحه سؤال لماذا يصرف ،هذاالرجل بسخاء ؟وما هو هدفه من وراء ذلك ؟لابد أن الامر يتعلق بشئ اخر ،لا مجرد امرأة لعوب يلهس خلفها ،
بعلم زوجها (الدلدول)المطرود من رحمة أولاده ،هناك شئ أخطر من ذلك فهذا الرجل هو رأس مدبرة لشئ ما،والراعي وبلال يعلموا جيدا كل شئ كما تعلم وفاء ،لكنها لن ولم تفصح
عن الحقيقة على الأقل الآن ،فأدرك فتحي أن البداية هاذين
الرجلين ولابد أن يمسك بأول طرف الخيط حتى يصل إلي اللغز المحير ، ثم قام من مقامه عائدا إلى منزل أبن عمه (عبد الرحمن)واثناء عودته بالطريق أخذ يفكر في هذه الشبكة التي دخلها بقدميه
ولا يجب أن يخرج منها إلا بعد اكتشاف هؤلاء الحمقى ، ومعرفة مايدبرون إليه ،اخذ القرار وهو سيكمل الطريق إلي النهاية ،ومن أجل ذلك لابد أن يثقوا به ثقة عمياء خصوصا ، بعد ظهوره في الكدر كالاعب رابع بالفريق ،قال لنفسه المهم
الآن شخصية (الشاطر)الذي يلعب دور الزوج المستعار للقيام
بمهام ذلك (الديوس)(دسوقي)فهو ينفق عليهم لجعلهم ، (عصا موسى)وقت ما يحتاج لهما للضغط على خصومه ، حسب ماورد على لسان وفاء اثناء الجلسة بالكافيتريا ،عندما
طلبت من عبديها أن يتركونا بمفردنا خمس دقائق،ثم اخذت تسرد إلي في الحديث أني فقط الذي يعلم ذلك ،هنا عندما صرحت بهذا القول كانت تريد التلاعب برأسي ،لغرد ما ربما ارادت أن تلفت نظري إلي اني سأكون الضحية إذا حدث في الامور أمور ليست على أهوائهم ،وعندما عاد فتحي إلي المنزل فكر في خطة جهنمية وهي استغلال وإشراك أبن عمه
معه ،خاصة أن لا أحد يعرفه أو شاهده معه عرض الأمر عليه
فوافق أن يساعد أبن عمه في كشف المستور ،وكانت البداية
طلب من عبد الرحمن أن يجري مكالمة هاتفية بأضعف شخصية وهو بلال خاصة انه يمتاز بالغباء ،ويقول له أنا مرسل لك من الرجل الكبير (الشاطر)فرح بلال بالمكالمة ، ثم استطرد الحديث عبد الرحمن انصت إلي جيدا ،ولا تحكي لأحد عن هذه المكالمة وخصوصا وفاء ،وإلا سيغضب عليك مولانا وأنت تعلم مدا وشدة غضبه ،رد بلال نعم اعلم ، أنا كلي اذان صاغية قال له من الآن أوامرك ستأخذها مني ، كما
نريدك أن ترصد لنا تحركات الراعي ووفاء لحظة...بلحظة ، دون أن يشعر بك أحد ،وراتبك سيصلك عن طريق وفاء كالعادة ثم إذا أمرتك وفاء بشئ قول لها حاضر وقبل أن تفعل
بلغنا بالأمر ،رد بلال علم وسينفذ لكن حدث اليوم شئ ،قال ماهو فحكى له عن الجلسة التي كانت بينهم بالكافيتريا ، رد عليه نعم نحن على علم بذلك ،اريد منك الجديد بدون تخازل
وبدون أي أخطاء ،هل تعلم أين يقابل الرجل الكبير وفاء ، في الأمور الهامة والخاصة بشغلنا ،قال نعم أمام مجلس أتحاد الكتاب ،قال عظيم وماهي العلامة قال سيارة سوداء بالوحات معدنية تحمل اربع ارقام متشابهة ،قال السيارة تغير لونها إلي اللون الاحمر ولوحات بأرقام أربع مختلفة هما كذا ،
سمعت ماقلته أجاب نعم سيدي قال غدا فى الساعة الخامسة مساء سأنتظرك فى هذه السيارة أمام مجلس أتحاد الكتاب ،
لا تتأخر وحينما تعبر الطريق لا تنظر حولك واصعد إلى السيارة مباشرة ،رد بلال علم يافندم وفى اليوم التالى ،جهز فتحي أبن عمه ببدلة ذات فخامة لا يرتديها إلا رجال الأعمال
والساسة والأعلام واستأجر سيارة بذات المواصفات التي ابلغ بها بلال ،وتنكر في زي شوفير وجلس على مقعد القيادة
وبالفعل أتى بلال في الميعاد وصعد إلى السيارة وانطلقا فتحي إلى المكان المتفق عليه ،لن يتكلم عبد الرحمن طيلة الطريق حتى إن وصل فتحي إلي طريق (مصر اسكندريه الصحراوي)وعنده وقف أمام بنزينة لأحدا الاستراحات على الطريق ،قال عبد الرحمن كيف حالك ياأخي بلال ،تلجلج بلال
بخير والحمد لله يامولانا وشعر أنه أصبح من المقربين ،بل أن
الدنيا زهزهت له ودخل من اوسع ابوابها إلي جنة مولاهم ،
ثم سرد في الحديث عبد الرحمن ماذا تعلم عن اعمالنا ؟
قال أعلم أننا نستقطب بعض الكتاب والشعراء لنشر فكر الجماعة بعد نبذها فالجميع يقول انها (جماعة محظورة) ونريد إرجاع فكرها الي ما سلف ،من خلال المحافل الثقافية والندوات الشعرية بدس هؤلاء الكتاب وهؤلاء الشعراء مع بعض الإعلاميين من الجنسين لنشر الفكر الأخواني من خلال
الثقافة المزيفة المغلفة ب سم الأخوان للسيطرة والهيمنة على
المواطن والشارع ،قال عظيم يبدوا أنك مذاكر كويس جداً ،
ابتسم بلال ابتسامة أضاءت وجهه لدرجة الأحمرار ، اكمل يا اخ بلال ،استطرد الحديث قائلا أيضا جذب بعض رجال الأعمال اللذين لديهم مشاكل مع النظام ،للأنفاق على الحملات والدعاية الإعلانية والجوائز للرواد اللذين يقبلون علي هذه المحافل وتلك الندوات ،وابتذاذ بعض الشرفاء من
الوسط الأدبي اللذين يقفون عقبة فى طريقنا ،برافوا اخي بلال اجزت وأنجزت،اليوم أنت أصبحت لدينا أهم رجل فى مجموعة وفاء،ونريد منك الحيطة والحذر كما أبلغتك أمس
مع كتابة تقرير يومي بكل شئ ترسله عبر الواتس ثم تحذفه
بعد ذلك هذا التقرير يكون بأسماء من يتعاون معنا ومن يرفض ،
من كتاب أو شعراء أو أعلام ،وهنا سنعود من حيث أتينا ، أثناء العودة طلب بلال أن ينزل برمسيس لكي يركب القطار
العائد إلى (دمنهور)وبالفعل توجه فتحي به إلى المحطة.
#ـــــــ@فتحي أبو طاحون.
انتظروني في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
مع الأثارة والمتعة وحكايات مستشفي الدكتور
والعاشق الولهان (محمود).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق