إسألوا الجدران كم مرّت بنا الأيام
و نحن في أُنسٍ و محبْةٍ و وئام
كم ضحكنا كم بكينا
كم تشاجرنا و عدنا للكلام
و تواعدنا ألف وعد
أن يدوم صادق الحبّ و الودّ
ألف عام
و بنينا بيتنا جدرانه من طوب متين
و رفعنا سقفه بأخشاب و طين
دافئا مثل أعشاش الحمام
و رُزقنا ببنات و بنين
مثل أقمار تضيء كوخنا
تملأ الأرجاء أنسًا و حنين
نضحك ملء شِدقينا
و دموع الفرحة توشّي مقلتينا
كملوكٍ نحن عشنا سعداء
بالرضا و القناعةِ كنّا أغنياء
كوخنا المقرورة جدرانه صار قصرًا
واسعا فخما جميلا
كلما نأوي إليه نزداد فخرًا
و نعيش في حبور و سرور
و كبرنا ... و تزوّج الأبناء إناثا و ذكور
صار لي أحفاد في عمر الزهور
يلعبون و يمرحون
يصرخون و يضحكون
يقلبون البيت في فوضى
كسّروا أقفال كل باب
هشّموا بلّور النوافذ
و إذا دخلوا للمطبخ فجأةً
دشدشوا كل الأواني و الصّحون
و إذا ما عاتبوهم إلى أحضاني يهربون
فأقول ضاحكًا : أتركوهم يفعلوا ما يشتهون
و في المساء يغادرون
و يعود إلى البيت صمتا رهيبا
و أنا أنظر إلى رفيقة دربي
تجوب البيت أزعجها هذا السكون
فأناديها و أسألها
هل مازال في القلب بقايا أشواق و حنينا
و مكانًا آمنًا آوي إليه
أستريح في أحضانه
من عذابات السنين
فأجابت باسمة
أنت يا قرّة عيني ستبقى
أكبر الصبيان أرويه حناني
لآخر العمر أنت نبضي
أنت إبني و أخي و أبي
و شقيق الروح يا زوجي الوفي
أنت طفلي أنت شيخي
أنت ركني و عليك سندي
أنت أغلى ما لديّ
✍️محمد آبو ياسين /تونس 🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق