السبت، 23 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{ إسألوا الجدران كم مرّت بنا الأيام}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{محمد آبو ياسين}}


 إسألوا الجدران كم مرّت بنا الأيام

و نحن في أُنسٍ و محبْةٍ و وئام
كم ضحكنا كم بكينا 
كم تشاجرنا و عدنا للكلام 
و تواعدنا ألف وعد 
أن يدوم صادق الحبّ و الودّ
ألف عام
و بنينا بيتنا جدرانه من طوب متين
و رفعنا سقفه  بأخشاب و طين
دافئا مثل أعشاش الحمام 
و رُزقنا ببنات و بنين
مثل أقمار تضيء كوخنا
تملأ الأرجاء أنسًا و حنين
نضحك ملء شِدقينا
و دموع الفرحة توشّي مقلتينا
كملوكٍ نحن عشنا سعداء 
بالرضا و القناعةِ كنّا أغنياء
كوخنا المقرورة جدرانه صار قصرًا
واسعا فخما جميلا
 كلما نأوي إليه  نزداد فخرًا
و نعيش في حبور و سرور 
و كبرنا ... و تزوّج الأبناء إناثا و ذكور
صار لي أحفاد في عمر الزهور
 يلعبون و يمرحون
 يصرخون و يضحكون 
 يقلبون البيت في فوضى 
كسّروا أقفال كل باب 
هشّموا  بلّور النوافذ 
و إذا دخلوا للمطبخ فجأةً
دشدشوا كل الأواني و الصّحون
و إذا ما عاتبوهم إلى أحضاني يهربون
فأقول ضاحكًا :  أتركوهم يفعلوا ما يشتهون
و في المساء يغادرون
و يعود إلى البيت صمتا رهيبا
 و أنا أنظر إلى رفيقة دربي
 تجوب البيت أزعجها هذا السكون 
فأناديها و أسألها  
هل مازال في القلب بقايا أشواق و حنينا 
و مكانًا آمنًا آوي إليه 
أستريح في أحضانه
من عذابات السنين
 فأجابت باسمة
أنت يا قرّة عيني ستبقى
أكبر الصبيان أرويه حناني
لآخر العمر أنت نبضي
أنت إبني و أخي و أبي
و شقيق الروح يا زوجي الوفي 
أنت طفلي أنت شيخي 
أنت ركني و عليك سندي
أنت أغلى ما لديّ

✍️محمد آبو ياسين /تونس 🇹🇳

ليست هناك تعليقات: