الأحد، 10 أغسطس 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
 سلسلة قصصية 
       بقلم :
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
   قلوب تحترق 
          -٢-

ثم قالت وهي تنزل صندوق صغير حافظ للطعام  من الرف العلوي وتضعه فوق ركبتيها :
-أنا التي ستضيفك على شيء ياعزيزي؟
-لكن عندنا الرجل هو الذي يضيف  المرأة.
-نعم هذا لأنك عربي؟
-هذا صحيح.
-بالرغم من أن هذه العادة لاتعد حضارية عند العرب لأنها أمتداد لحب السيطرة والتملك إلا أني حقيقة أحب
الغيرة عند الرجل العربي وحمايته لفتاته؟
-أشكرك.
كانت تجيد اللغة العربية ،بل واللهجة العامية  أيضا ،أخرجت من حقيبها علبتا قهوة باردة وقدمت لي واحدة وقالت:
-أن القهوة الباردة تناسب  هذه الأجواء الحارة ؟
-نعم بكل تأكيد.
-الأن ياعزيزي لننتقل لغير العادات، أريد منك أن تحدثني عن نفسك ..كيف تمضي وقتك سيما وأنت أعزب تعيش وحدك؟
-أنا أمضي وقتي بكل شيء له علاقة بالفن ..الكتابة ،القراءة، التلحين، التوزيع الموسيقي ،كتابة الأغاني، العزف على عدة آلات موسيقية، الفن التشكيلي ،النحت ،الغناء ،التمثيل  ونشر فيديوهاتي على الانستقرام وغير ذلك.
-كل ذلك تمارسه في أن واحد ..وهل تجد الوقت الكافي  ؟
-أنظم وقتي .
-هل فكرت في الاحتراف ؟
-لا.
-لماذا؟
-لاأحب القيود ولااحبذ التخصص في شيء .
-لماذا ؟
-لأن التخصص أشبه بالسجن داخل شيء نحبه ،وعندما نسجن بداخل شيء نحبه حتما  سنكرهه مهما كانت درجة محبتنا له.
-فلسفة جميلة ؟
وأنت ياعزيزي الجميلة.
-أما أنا فأقرأ الكتب وأمارس الرياضة وأتابع تعلمي من دراسة إلى دراسة  أخرى ،لااتوقف عن التعلم ،وأحب تبادل الآراء مع المثقفين كأنت ؟
-  تقصدين علم دون تخصص .
-بل جميع دراساتي هي تخصصات ياعزيزي؟
-في أي فندق ستقيمين في العقبة.
-لن أقيم في العقبة تحديدا ،أنا مسافرة دائمة..وأنا الأن متجهة إلى إيلات ومن ثم إلى العاصفة أور شليم؟
-إلى الأرض المحتلة.
-عفوا أسمح لي ،لماذا تطلق عليها أسم الأرض المحتلة ياعزيزي؟
-لأنها بالفعل كذلك.
-لكنها تسمية خاطئة، وإنما هي الأرض المتنازع عليها ،وهل كان يوجد أرض لتحتلها أسرائيل؟
-لماذا تدافعين عن اسرائيل وتبدلين في الحقائق ياعزيزي .
-عزيزي ..أنا لاأبدل أي شيء في الحقائق ..أن جميع العرب حصلوا على دول وأمارات وممالك  من لاشيء بعد سقوط الدولة العثمانية الغازية التوسعية فبماذا تختلف اسرائيل عنهم ،هل لأنها فقط ليست دولة عربية ؟
-لكن الأراضي تبقى عربية وهي للعرب.
-الأرض لله وهبها للبشر ، أن تلك الأرض هي أرض مقدسات للعبادة لا للقتل وسفك الدماء؟
-لماذا تصرين على رأيك .
-كما تصر أنت على رأيك؟
شعرت أن الحديث قد  أخذ منحى أخر  وكاد أن يؤثر على أعظم المشاعر ألا وهي الحب الذي بدأنا به ،وقبل أن أشير إليها بتغيير ذلك الحديث؛وبذكائها الفطري  وعلمها قالت:
-نعم ياعزيزي الأفضل أن نغير ذلك الحديث وكل منا ليبقى على منهجه الذي درسه وتعلمه  في بلده  كي لاتتوتر علاقتنا السياسية ههههههه؟
-وهو كذلك.
-هل أنت فلسطيني؟
لا ..أنا أردني .
-هذا جيد إذن من الأفضل أن نكن أنا وأنت على حياد  في هذا الأمر ؟
-أو أن نتحدث بتحفظ هههههه.
-خصوصا أنها أرض مقدسات و المقدسات لله ونحن أبناء الله ..نختلف ونتصالح؟
لقد كانت عنيدة جدا ومقتنعه كثيرا في منهج زرع في عقلها ..زرع في غير العرب وتم تحفيظه لهم ،لكنها أمسكت بيدي ووضعتها على قلبها فشعرت أن خفقاته تزداد وقالت:
-هل لديك قابلية لقتل النساء ..أقصد هل تقتل النساء دون تردد ؟
-أنا ضد هذا السلوك الارهابي من البداية ،أن الحرب لاتكون ضد النساء بل هي في ساحة المعركة وجها لوجه بين الجنود..ثم أنا فنان ولاعلاقة لي بالسياسة ولاأحب التحدث بها.
-لقد رأيت ذلك في عينيك؟
-أنا خلقت لعبادة الجمال لاقتله ،شم الأزهار لاقطفها. 
-لكن غيرك فعل ..وهنا ؟
-غيري لايمثلني . 
-لقد سافرت وتجولت وحدي في معظم الدول دون خوف لأني مؤمنة بالله وعندما رأيتك أدركت أن العالم لايزال بخير؟
-أشكرك ..قال رسولنا الكريم (ص)الخير في وفي أمتي  إلى يوم القيامة. 
-جميع الديانات السماوية تحث على الحب والخير ؟
-نعم بكل تأكيد.
-أمسكت بيدها وقبلتها قبلة عودة التصافي من جديد ومالت برأسها على كتفي وقالت:
-لماذا ساندتم من احتل أراضي الغير بالقوة بينما أنتم ترفضون الاحتلال وتتهمون اسرائيل به ؟
-تقصدين غزو الكويت.
-نعم هذا صحيح؟
-أنا لم اساند أحدا ..أنا مواطن ..مجرد فنان مسكين مغمور ..بينما تضارب  الإعلام قد شتت عقول البعض في بعض الدول  العربية  وافهمهم  بأنه يوجد هجمة غربية على الجزيرة العربية لتنصير أولادها.
-ههههههه وهل فعلوا ؟
-لا.
تنهدت وقالت :
 -ههههههه عزيزي إذا إندلعت الحرب وكنت أنا هناك والتقيتني صدفة..هل ستقتلني ؟
-لقد أخبرتك يا عزيزتي بأني فنان ولست جندي ..بل وأخاف لون الدم أيضا ..ومختل من يقتل حبيبته.
-لقد ورطتني بحبك ياعزيزي؟
-كلانا تورط. 

                         "وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: