الخميس، 4 سبتمبر 2025

قصة تحت عنوان{{كانت عطرَ اللحظة... نانسي 2}} بقلم الكاتب القاصّ اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


كانت عطرَ اللحظة... نانسي 2
"حبيتك بالصيف 🎶 حبيتك بالشتي"

هناك، في قاعة "الأخوين فليفل"، حيث نادٍ وزادٌ ثقافي،
وقلوبٌ تتسابق إلى كورالٍ لا يعرف الصمت.
حين توزّعت الحياة على النغم،
في نبض ابتساماتٍ تتدلّى كأجراس،
ومواقف طريفة تتلوّن على المقاعد وبين مفاتيح البيانو.

طارق، أحد الرفاق، ممازحًا:
"صوتي يصلح طبقة قرار، أو أنني أرنب بالانسحاب..."
فتعالت فواصل الشغب المحبَّب، حتى المايسترو، من وقتٍ لآخر،
كان يعدّل نظارته ويبتسم.

كنتُ أصغي إليكِ حين وقفتِ قرب عازف البيانو،
أبحث مقامكِ في غير مقام،
بكل إشارةٍ كي أفسّرها إشارة.
وبين أصواتٍ تتسابق نحو اللحن، كنتِ ارتجافةً عند أوّل تجربة،
وجمع ناياتٍ حالمة تدندن بخجل:
"بأيّام البرد... أيّام الشتي 🎶
والرصيف بحيرة
والشارع غريق 🎶
تجي هاك البنت من بيتا العتيق
ويقلها: انطريني... وتنطر ع الطريق 🎶
ويروح وينساها...
وتدبل بالشتي 🎶"

كنتُ أهيم بها كلّما تسلّلت نحوها بنظرة،
ونايُ عصفورٍ يلوّح لي من حنجرةٍ تلونت بفيروز.
أو ربما صحوتُ من كأسها برهة وقت، حين دفعتني جولييت بخفّة:
"انظر إليها... تغنّي كأن حروفها تمشي إليك..."
ابتسمتُ لها بنظرة، وأكملتُ ارتشاف النغم.
"حبيتك بالصيف...
حبيتك بالشتي 🎶
نطرتك بالصيف...
نطرتك بالشتي 🎶"

وحين أفلتت مني همهمة، تعالى التصفيق والتصفير بحماس:
"برافو نانسي... برافو..."
همهمة ضاعت بين الرفاق والضحكات وسلالم التصفيق،
تدحرجت بين الكراسي، ولم يلتقطها أحد،
سوى قلبي الذي ارتبك،
كما لو اكتشف أنّه صار طبلةً في جوقة.

كان يوسف يراقبني من الصفّ الخلفي، حين اقترب ممازحًا:
"هااي، ما بك؟... لعلك أحببتها حقًّا...
كلها شقفة بنت!"
رميته بكوبٍ بلاستيكي ارتطم بجبهته،
فانفجر ضاحكًا حتى اختنق.

كانت نانسي لا تزال تدندن،
وأنا أتابع خمرًا بلا كأس،
وأصغي إليها لا كعاشقٍ فقط،
بل كمتدرّبٍ يكتشف أنّ النوتة الأجمل
ليست مكتوبةً على الورق،
بل على شفتين تتهجّيان فيروز،
وتشدو:
حبيتك بالصيف 🎶
حبيتك بالشتي 🎶"

✍️ محمد الحسيني ـ لبنان 

ليست هناك تعليقات: