السبت، 13 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{ألا عودي}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


ألا عودي

ألا عودي فقد تعبتْ جُهودي
وضاقَ العيشُ في وسط القــــرودِ
بكى الإبداعُ في وطني سنيناً
وسال الدّمعُ من فوق الخُـــدودِ
وطلّقتِ المـــدارسُ كلّ نهجٍ
يفكّرُ في الخـــلاصِ من القـــيودِ
فعــــودي يا منارَ الفكر عودي
وجودي بالحضارة في الوجـــودِ
أحبُّ السّير نحْو الشّرق فجراً
وفوقَ عمامتي مـــجدُ الجـدودِ

أفتّشُ عنْ خيالكِ في خيالي
وأسألُ عنكِ منْ سهروا اللّيـــالي
ذهبتِ ولمْ تعودي منذ عهْدٍ
تتكـــــلّلَ بالرّفيعِ منَ الخـــصالِ
وكنتِ من العذارى في عصورٍ
لك الشّــعراءُ غنّوا بالجـــمالِ
رموْكِ بعُقمِ فهمكِ كانَ جهلاً
وساموكِ المـــهانةَ في الفـــعالِ
وأنتِ من البهاءِ أراكِ شمساً
أشعّتُها استقرّتْ في خيــالي

لساني لمْ يعدْ يجدُ الرّفيقا
وقد كرهَ الرّكاكةَ والنّهــيقا
وذهْني طالهُ الإرهاقُ لمّا
أضاعَ الفـــقهَ وافْتـــقدَ الرّفيقا
تعثّرَ في التّعلّمِ منْ زمانٍ
كأنّهُ في الكرى أضحــــى غَريقـا
وحولهُ في الورى أعجازُ نخلٍ
ولغْوٌ في الشّــــفاهِ غدا نَقـــيقا
فيا لغةَ العـــــروبةِ أينَ أنتِ
فنحنُ اليومَ أصبـــحْنا رقيـــقا

طغى التّدليسُ وانتشر البغاءُ
ومن رحِمِ الغـــــباءِ أتى الشّقاءُ
تعثّر كلّ ذي رأيٍ وفــــــهمٍ
وفي أحشائنا انتـــــــــحرَ الوفاءُ
نفـــــكّرُ في التّآمرِ كالأفاعي
وسمُّ الغدرِ ليــــــس له دواءُ
تغوّلتِ السّياسةُ في بــــلادي
وثارَ الجنسُ فانتــفضَ النّساءُ
وزغردتِ الرّذيلةُ في بيوتٍ
بها الأخلاقُ طلّـــقها الحياءُ

دعوني بالغباوةِ أسْتـــــــعينُ
فمثلي يستـعينُ ولا يــعينُ
أقبّلُ في الرّؤوسِ مع الأيادي
لأنّي في الورى عبدٌ هجـــيـــنُ
وصرتُ إذا أصابتني خــــطوبٌ
شعرتُ بأنّني بشـــــرٌ لعـــــــينُ
وما ذنبي سوى أنّى أصيلٌ
وأنّـــــي بالتّـــــلاعب لا أدينُ
ألا عودي إلى وطني فإنّي
بحرفكِ في المعارفِ أستــعينُ

طموحي بينكمْ أضحى أسيرا
وشعري عندكم أمــــسى شعيرا
تريدونَ الرّعاعَ ولستُ منهمْ
لأنّي ما استطعتُ بأنْ أصــــيرا
رفضتُ المدحَ في نظْمي انتهازاً
وفي خلدي أحاولُ أن أطـــــيرا
أفتّشُ في الحروفِ عنِ المعاني
وأرسمُ ما أراهُ لنا مصــــــــــيرا
وأعلم أنّني عبدٌ ضعيفٌ
وعبد الله من ملكَ الضّـــــــميرا

رغيفُ الشّعر يُخبز للعبادِ
ليدفعَ بالعــــــقولِ إلى الرّشادِ
يقودُ الطّامحينَ إلى ارتقاءٍ
بنظمٍ تستجـــــيبُ لهُ الأيادي
ويسقي أنفساً بزُلالِ مــــاءٍ
فتــــــشربهُ القرائحُ كالجيادِ
وَتزهرُ حينها الأفـــــكارُ فقهاً
يداوي من أصــيبَ من العـــبادِ
وإن نحنُ اعتبرنا الشّعرَ رجْساً
سنغرقُ في الهراءِ وفي الفسادِ

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: