"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
المحطة الأخيرة
-٣-
يزداد تعلقي بها شيئًا فشيئًا، وبدأت أشعر بأنها تبادلني الشعور نفسه، لكن البؤس والذبول والإرهاق أصبح طابعًا تمتاز به حتى بث أعي مكنون مشاعرها.
-أتعلمين ياعزيزتي؟
-ماذا ؟
-أن إبتسامتك جميلة ..لكن وبالرغم من ذلك فأنت لازلت تبخلين علي بها .
ابتسمت ابتسامتها الرائعة وقالت:
-وأتعلم ياعزيزي؟
-ماذا؟
-أنت أول رجل يمتدح ابتسامتي .
-حقا..وألم يرى إبتسامتك ذلك الغبي الذي تخلى عنك ؟
-بل هو لا يرى سوى عيوبي .
-وأين هي ؟
-ماهي؟
-عيوبك.
-ممتن لك .
-حقيقة أنا لا أرى أي عيوب بك ..أنت جوهرة تضيء من جميع الاتجاهات؟
-يكفي مديح قد أصدقك.
أمسكت يدها وقبلتها ثم همست إليها :
-حبيبتي؟
-نعم ياحبي الأول والأخير .
-أتمنى أن ترضي بأن نمشي أنا وأنت فقط.. على شاطىء البحر مساء، بعيد عن أنظار الناس جميعا؟
من خلال نظرة عينيها لاحظت بأنها شعرت بالقلق ،لأن ذهابنا معا إلى البحر ذلك يعني بأن الرحلة ستنتهي ،وهي لاتريد للرحلة أن تنتهي أبدا .
قالت :
-لكن ...؟
شعرت كما وأني بت أعيش بداخلها وأعي مشاعرها وأحاسيسها ،وقلت لها وأنا أقبل يدها ثانية :
-عزيزتي عائدة أعدك بأن السفر سيستمر ..لكن ونحن معا ..وأنا أمسك يدك هكذا ..وسوف أصطحبك إلى أي مكان تريدينه ؟
-حسنا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
على شاطىء البحر هناك عشنا أجمل اللحظات، لكنني كلما وعدتها بمستقبل جميل مليء بالحب والضحك ترقرقت الدموع في عينيها كأنها لا تثق بالأقدار أبداً.
فكانت تختبىء باحضاني لأضمها إلى صدري ،لكن قلقها المبالغ فيه جعلني أشعر بالحيرة ،قلت :
-متى سنلتقي ثانية ياحبيبتي؟
-بما أن سفري مستمر في الحافلة فأني سأتواصل معك من خلال الموبايل كي تعلم على متن أي رحلة سأكون.
-وألن ينتهي هذا السفر وأنت وحدك ..حتى بعد أن عرفتني ؟
-لا أستطيع التوقف أبدا ..لقد أعتدت على مقعد الحافلة ..فهو يشعرني بالأمان ..وأن رحلتي لن تنتهي ؟
-إذن وبما أنك وحدك ..لماذا لا نتزوج ونعيش معا من الأن ،وسوف يكون شهر العسل هنا في العقبة ،ومن ثم نعود معا إلى عمان وهناك سأجعل حياتك كلها أمان وسعادة وحب ..وكما قال عبد الحليم ضحك ولعب وجد وحب مدى العمر، ياحبيبة العمر ؟
-أرجوك ياحبيب الروح ..لاتحدثني عن ذلك ..يكفي أن نلتقي بين المحطات .
-لكن...لماذا ؟
-قد..قد..أخبرك لاحقا..وربما تعلم وحدك.
" وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق