السبت، 6 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان {{فَذَكّرْ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


فَذَكّرْ

سألتُ النّاس عن وطني فقالوا
لعلّه بيـــــــننا قــــــلّ الرّجالُ
ألمْ تر أنّ جلّ النّاس نامـــــوا
لأنّ النّوم حلٌّ وانحــــــــــلالُ
يُدجّنُ بعضُنا بعضاً بخوفٍ
من الطّاغوت إنْ هـــــجمَ الوبالُ
فنقبلُ بالتّســــلّط في بلادي
وخوفُ النّاس يعْـــــقبهُ النّــــكالُ
وما حبّ السّلامة عند أهلي
سوى هلعٌ سيخلعهُ النّــــــــضالُ

نطيعُ الحاكمين من البشرْ
ونعـــــــــــــــتبرُ الرّكوعَ لهم قدرْ
ونرتكبُ الفواحشَ والمعاصي
وفي أجوائنا قلّ المـــــــــــطرْ
فصرنا إن أصابتنا خطوبٌ
بكينا في البوادي والحـــــــــضرْ
كأنّ نفوسنا انقلبتْ علـــينا
ولم تنفعْ ضمائرَنا العــــــــــــــبرْ
وها نحنُ انتظرنا نصفَ قرنٍ
ولم نقدرْ على خلـــــــعِ الكدرْ

أمنْ بعد الشّقاءِ سنستريحُ
أم التّغييرُ في وطني طــــــــــليحُ
نعدّ العنتريةَ والتّـــــباهي
مظاهرَ يســــــــــــــتعزّ بها القبيحُ
ونعتبرُ التّسلّط في بلادي
رشاداً في السّلوك هو الصّحيــــــح
كأنّ القمعَ أصبحَ مُستباحاً
وذا قدر البـــــــــهائم يا جريـــــحُ
ومن طلب النجاةَ بلا كفاحٍ
فذلك في العبيدِ هو الشّــــحيـــــحُ

يحرّكنا التّكالبُ والجشعْ
ويَغْوينا الخداعُ مع الطّـــــــــمــــــعْ
نفكّر في الثّراءِ بلا ضميرٍ
وكلٌّ في الحياةِ بما اقتــــــــنــــــعْ
ونتّخذ النّفاقَ لنا سبــــــيلاً
لنربح في مبادلة الـــــــــــسّلـــــــع
وتلك طبائعُ السّـــفهاءِ منّا
وسوء الطّبع تكـــــشفه الرُّقــــــــعْ
نلومُ عدوّنا واللّومُ فـــــينا
ومن عـــــشق الرّقاد فقدْ وقــــــــــعْ

بكيتُ مع الحروفِ على بلادي
بكاءً في الحواضر والبـــوادي
وأدْرفَتِ الدّموعُ على انحطاطٍ
ترسّخ في العقولِ وفي الأيادي
فلم تعدِ الثقافة عند أهــــــلي
سلاحاً في مواجهـــــــــةِ الرُّقادِ
وهذا الوضع جرّعنا المآسي
وحوّلنا إلى صفة الجــــــــــــمادِ
فنمنا واستـــــــبدّ بنا التّردّي
وهذا ما أراد لنــــــــــا الأعادي

نقبّلُ في الأيادي والرّؤوسِ
ونركع للورى مثل المـــــــجوسِ
نرتّل ذكر ربّي كلّ حــــين
وبعد الذّكر نركــــــــــعُ للكؤوسِ
تناقضَ كلّ شيئ عند أهلي
وتاهوا في الضّـلال وفي النّحوس
وما تلكم سوى قيم التّدنّي
وجهل بالكـــــــــــثير من الدّروس
معاولُنا هي الأقلامُ فقهاً
وصخرُ البحرِ يُكْـــــــــسرُ بالفؤوسِ

نسينا قول ربّ العالمينا
وسرنا خلف جهل الجـــــــــــاهليـنا
نظنّ بأنّ نهب النّاس خير
وهذا قد أضرّ المـــــــــــــسلمينا
فدين الله يأمر بالتّساوي
ومن تبع الهوى خســــــــــر اليقينا
وإنّ البغي بين النّاس عار
ورجس من فـــــــــعال الظّالمينا
فذكّر إنّما الذّكرى رجاءٌ
وســــــــــــعيٌ نحو ربّ الــعالمينا

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: