الاثنين، 8 سبتمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{قلم ونصف ورقة}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{ دنيا محمد}}


"قلم ونصف ورقة"

قلمي،
يشقُّ صمتَ الفراغ،
يسترقُّ خيوطَ الظلِّ
 من زوايا مهجورة.

ورقتي،
شقٌّ من انتظار،
وأخرى من شعورٍ لم يولد بعد.

أكتب لأفرغ الهواء من أسراره،
أجمع من أطياف الغياب
 أشباحًا تتوهج في الظل،
وأرسم على أسطر الفراغ 
خطوطًا لا تتنفس.

الحبر يئنُّ بألوانٍ لم تُعرف،
والكلمات تنسج جسورًا
بين ما انطفأ وما سيولد،
تستدعي الأرواح المشرَّدة،
وتعيد لها رائحةَ الخيال المنقضية.

قلمي ونصف ورقة،
ليسا مجرد أدوات،
إنهما أرضٌ للعتمة،
ومفتاحٌ للأحلام المسلوبة،
وبوابةٌ إلى حقيقةٍ نخاف أن نلمسها.

في كل سطر، سكون وثورة،
وفي كل فراغ، نداءٌ لم يُستجب،
وفي كل نقطة، ولادة وموت متوازيان،
ولا أحد يعلم أيهما أثقل
الكتابة أم الصمت؟

قلمي، ونصف ورقة،
يصنعان من صدى الليل
 أجنحةً لا تطير،
يغزلان من سكون الظلال 
خطوطًا لا تُقرأ،
ويزرعان في قلب الفراغ 
بذورًا من وهجٍ مختفي،
تهمس بأن لكل غياب
 وطنٌ آخر لا يصل إليه الزمن.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات: