(مأتم الحروف ):
عدت لأجمع أمتعتي
وألملم شتات أوراقي
ولأغمد يراعي في شجني
وأريق مداد دواتي
وأكفن في الصمت الكلمات
ما عاد الحرف يواسيني
ويحمل عني أوزاري
فيخفف من وطء ضناي
وينقّي دروبي من شوك
زرعته الأيام ليدميني
حروفي قد أضحت صخرا
صلدا كرقائق صوان
لا نبض فيها ولا نفََسا
مواتا يلفظها قلمي
لا أثر فيها لدموعي
ولا لشكاتي وأنيني
وقصيدي إذا رمت بوحا
تتناثر حروفه آبقة
وينتحر المعنى مصلوبا
على عافي أماني ويقيني
قد زال من الحرف وهج
وغدا رسما بلا كنه
خطا ثلجيا بلا وجه
قد ضاع في الأفق صداه
وغدا خلوا من معنى
بالامس كان لي لحنا
من خلف الحجب يغازلني
ويشف فيأتيني نغما
بظهر الغيب يناجيني.
ويهش عليّ في رفق
فيسرّي عني ويشجيني.
سأمزق خرائط ذاكرتي
وأشيح بوجهي عن أمسي
وسأحرق دفاتر أشعاري
وأنثر رمادها للريح
قد آن لخافقي أن يسلو
وليَ قد حُقّ سلام
من بعد عنائي يحييني..
بقلمي/محمد الهادي حفصاوي/تونس🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق