الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

قصة تحت عنوان {{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
         بقلم:
 تيسيرالمغاصبه          
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
   لكني رأيته
       -٢-

-أراك تعرف اسمي أيضا !!
-أنا لاأعرف أسمك تحديدا، لكن أن ماعنيته هو أنك غريب الأطوار ..مختلفا عن جميع الشباب والرجال ،بل حتى كبار السن ؟
-ههه كبار السن ؟
-نعم ،لاتستغرب ..فجميعهم يعشقون إلا أنت .
-ومايدريك بأني لاأعشق ،عموما أنت غير مضطر لتوجيه الإهانة لرجل يكبرك عمرا،وأيضا لايوجد سابق معرفة بيننا أيها الصغير ؟
-لكنك أنت البادىء بالإهانة عندما إستغربت من سفري وحدي ..ثم أنا لا أرى شيئا غريبا البته بما يخصني أنا ،أما أنت ههه فمجرد شاب ..صغير ..لكنك لاتحسن إستغلال الفرص و الظروف ،أنظر إلى تلك الفتاة الجميلة الجالسة وحدها هناك ..سيئة الحظ ..ألا ترى بأنها تختلس النظر إليك أنت  دون جميع الشباب ..لماذا ؟..إنها بلا شك ترغب بالتعرف عليك أيها السطحي؟
-تقول بأني سطحي ..!! ألا ترى بأنك تهينني ثانية بالرغم من أنك  أنك متطفل علي أيها الصغير ؟
لم يرد على سؤالي ،لكنه تابع :
-أما الفتاة التي تجلس خلفك مباشرة فهي مثيرة جدا ..وهي أيضا ترغب بالتعرف عليك ..حسنا حاول أن تقف إن كنت تمتلك الجرأة وأنظر كأي شاب..آخر .. جريء ..هيا ..أنظر بحجة أنك تبحث عن شخص ما ومن ثم إختلس النظر إليها ههههه ذلك إن إستطعت ههههه ؟
إستفزني الطفل بالفعل ،ووقفت على الفور لأستدير  ومن ثم أنظر ورائي مباشرة لتقع نظراتي على فتاة فاتنة، مثيرة ،ترتدي الثياب الخالعة، عندما رأتني  أنظر إليها "وقد نسيت نصيحة صاحبي الصغير " ولم أستطع إبعاد نظري عنها ،إبتسمت وقامت بتغطية فخذيها بواسطة حقيبة اليد الصغيرة .
جلست ،وقال لي بعد أن شعر بنشوة الانتصار:
-هههههههه أرأيت ياعزيزي؟
-صدقت ..حقا أنت "داهيه".
-ههههه لا لست كذلك ،لكنك لاتحتاج سوى الجرأة لتكون طبيعيا؟
تمر الساعة الأولى على إنطلاقة الحافلة وقد توطدت الصداقة والألفة بيني وبين الصغير ،لتصل إلى الضحك ونكاته الأقرب إلى البذاءة، فنضرب كفينا ببعضها، فقال أخيرا :
-إن إنتهت الرحلة ولم تتخذ لك صديقة ،فستكون بالفعل رجل سطحي ..لاتغضب من قولي ياصديقي..فلايوجد رجل طبيعي يترك تلك الورود  دون أن يشم إحداها ،أو أن يمر بأشجار الفاكهة دون أن يقطف إحداها ويلتهمها بشغف ..بل بجنون سوى الشاب ال.... ، أه ..سوى بقيت معك أو غادرتك ..فقط لاتكن سطحيا. 
-سأفعل ياعزيزي..سأفعل.
عند ذلك إبتسم بنشوة،فقلت له:
-أتعلم ياعزيزي ؟
-ماذا ههههه.
-لقد أحببتك ؟
-هههه وأنا أبادلك حبا بحب ..فأنا أحب من يذعن إلي ..فأنا كم أمقت السطحيين الذين يغضون البصر ولا يرون شيئا من ملذات الحياة، نعم فهم يستفزونني ؟
-حسنا ،أن المضيفة قادمة من هناك ،وأنا أود عزيمتك على كابتشينو كعربون صداقة ؟
-ماذا ههههههه هل قلت  كابتشينو أيها المسكين ..هنا وأنت تر الحسان، والجمال تريد أن تعزمني على ك..ك  ههههههه ؟
-إذا على ماذا تريدني أن أعزمك ياصديقي؟
-هنا فقط لاتحتسى سوى كؤوس الطلا..تسكر من الشفاه ..من الوجنات..من لعاب الفاتنات ؟
-صدقت ياعزيزي، لكن في الحافلة لايقدمون الخمور .
-مابك ياصديقي ..لماذا أنت  تصر دائما على إستفزازي ؟
-هه  أنا آسف ههههه آسف جدا .
-أنت الأن شاب طبيعي وقد بت واحدا ..من أتباعي ؟
-هههه من أتباعك..ألم أقل بأنك داهية ؟
وصلت المضيفة لتسأل عن طلباتنا فقلت لها وأنا أقصد مداعبة صديقي الصغير :
-إثنان كابتشينو من فضلك آنستي ،كاسة لي انا وأما الكاسة الأخرى  فهي لصديقي الجميل  هذا ؟
فنظرت المضيفة إلي بأشفاق وقالت  :
-صديقك ..!! وأين هو صديقك !؟
وعندما نظرت دهشت ،بل صدمت  فلم يكن صديقي الصغير موجودا..لقد إختفى.

                             "إنتهت القصة "
                           وإلى قصة أخرى 

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: