الاثنين، 8 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{إذهب إلى فرعون}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الطائي}}


 ( إذهب إلى فرعون )

إذهبْ إلى فرعونَ وارمِ عصاكا
فلقَد طغى والشّاهدانِ يداكا 
أطلقْ يمينَك فاليسارُ خؤونةٌ
واقطَعْ ولا تأسفْ على يُسراكا
واسمعْ لمريمَ والمآلُ مَخاضُها
تخبرْكَ أنَّ وليدَها ناداكا
رفقاً بِذيّاكَ الحديثِ ولا تَكُنْ
فظاً فإنْ أعرَضْتَ ما أشقاكا
فتفتَّقَت عن لُجّةٍ مَخبوءةٍ 
لَجَمَتْ بها الصَّرخاتِ والإدراكا
سقَطَت إلى العلياءِ ترفعُ بعضَها
وتعلّقَت موتاً يرومُ حراكا
وتسَاقطَت مثلَ الخريفِ يشدُّها
حضنُ الثّرى الغافي وما أدراكا
مقطوعةُ الآمالِ تحملُ طهرَها
وتصيح غوثاً لا تطيقُ فكاكا
(لأقَطِّعَنَّ) وقهقَهَت ضحكاتهُ
شُلّت يداهُ فمن لها إذّاكا
قالوا عناقُ الموتِ يفضحُ سرّها
وتَقوَّلوا عن موتِها إلّاكا
فاسّاقَط الإيمانُ لا لن ترى 
من مؤمنٍ أنّ الإله يراكا 
يا بانُ بانَ الحقُّ حثَّ بخطوِه *١
عندَ الرّحيلِ وخلَّفَ الأشواكا
ونراكِ تغتَسلينَ بالدَّم والنّدى
فبِأيِّها لو تَرتَقين مَلاكا
وفضَحتِ ألفَ رجولةٍ مجروحةٍ
فينا نعَيتِ بريقَها الفتاكا
وادّارَكت مِنّا الجراحُ زوالَها
كي لا تزولَ تَصيحُ حاذِرْ فاكا
أقتُلْ صدى الصرخاتِ وانشرْ صَمتَها
فالصّامتونَ تسمَّروا أسلاكا
فإذا بها الأبوابُ تلعنُ نفسَها
وإذا بروحٍ عانَقَت شبّاكا 
والمقبلاتُ من الأمور عجائبٌ
والمدبراتُ تصيح يا رحماكا 
--------------------
*١ : شهيدة كلمة (لا )
الدكتورة بان زياد طارق 

===============
جاسم الطائي

ليست هناك تعليقات: