أنَا والليلُ
***
أنَا والليلُ
والحَرفُ قُربِي يرتَجِفُ فُضُولا
يَنتَظِرُ بِشَغفٍ
...... مَاذَا عَسَانِي أقُول
بَينَ انتِظارِهِ وَبَينَ صَمتِي
......أعِيشُ بِذُهُولٍ
......أجُرُّ خَلفِي أَنفَاسِي
...... كَغَرِيب أثقَلهُ الطَرِيق
***
أيّها الليلُ
........ أمَا مَللتَ
مِن ضَجِيجِ أفكَارِي
........ أمَا اكتَفَيتَ
مِن جُوعِي إلى المَعانَي
كُلّمَا هَمَمتُ
.......... أن أكتُبَ
صَفَعَتنِي بَيَاضَاتُ الوَرَق
وَعَادَ الحَرفُ طِفلًا عَنِيدًا
يَأبَى أنْ يَكبُرَ
***
أيَا ليل
كُلَّما وَثبْتُ نَحوَ المَعنَى
........ انشَقَّ الوَرقُ
وابتَلَعَ مَا تَبقّى مِن ضَوئي
فَعُدتُ أزحَفُ دَاخِلَ رُوحِي
أبحَثُ عَن مَكانٍ
...... لا شِعرٌ يُقَالُ
...... لا لُغَة تَصِفُه
فقط أَنينٌ يُحاوِلُ أنْ يَتَشكَّلَ
ولا يَجِدُ ما يَستحِقُّ أنْ يُقال
***
فلتشهَد يَا ليلُ…
لستُ شاعرًا بعدَ اليَوم
........ إِنْ كَتبتُ
خَسِرتُ ما تبَقّى مِن صَمتي
....... وإنْ سَكَتُّ
انتَصرَ الفَراغُ عليّ
فبِأيِّ هَزيمتَينِ
....... تَرضَى لِي
***
ألا أَيّهَا الليل
....... خُذْ صَوتِي
كَفاني أَنفاسًا مُهتَرِئة
....... خُذْ حُرُوفِي
مَا عَادَ لي جِلدٌ لأُلبِسَها
واترُكنِي عَلى فَمِ الوَرَق
لَعلَّ قارئًا عَابرًا
يَعبُرُ بِي يَومًا
ويقُول:
هُنا كانَ إنسانًا
حَاوَلَ أنْ يَكتُب…
فَــ كُتِبَ هُو
***
عزالدين الهمّامي
بوكريم/ تونس
2025/10/01

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق