(أي جدوى للكلم؟):
في زمن البلاهة والتفاهة
والذكاء المفتعل
وفي راهن الخواء واللامعنى
أرى الحروف تمردت
وتنصلت منها نقاطها
وجفت حركاتها.
لم يعد للحرف وهج أو أثر
زمن كهذا كسيح أشوه
صدئت فيه النفوس
وتبلد الحس..
وصُمّت الأسماع دون رجع الكَلِم
لم يعد للحرف وقع أو صدى
والمفردات بدت مواتا
دون بُعد أو مدى
يا لبؤس الشعر!
وانتكاس الكلمات
واغتراب الشاعر!
إذ بدا بين التفاصيل معلقا
وفي جموع الصُّمِّ مغتربا
أبقت منه الحروف
وغدا الإلهام غورا
وهوى الحلم صريعا
يتلوى محشرجا
في أتون الجرح النازف
وانفرطت حروف القصيد
كحبات عقد عتيق
نقضت الأيام خيطه
وتناثرت سادرة
وانتفت منها المعاني والمغازي
وتأبّى البوح والميزان..والقافية
نضب الإلهام فلا وجد
ولا أحلام ولا أثر شجن
غدت الحروف كتائبا
وعديدها دون عتاد
والمفردات فيالقا
ببنادق دون رصاص
..........................أو زناد.
بقلمي/محمد الهادي حفصاوي/تونس🇹🇳

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق