..... مُتْعَةُ الْغزَلِ .....
يا مَن تَغزَّلَ فينا شعْراً حَسبْتهُ عَسلٌ
وليسَ للشِّعر حَلاوةٌ إن لم يكُن غَزَلاً
فخِلتُ كأنِّي طِفْلة مَهوُوسَةٌ عَشِقتْ
حَلاوةَ اللِّسانِ فيكَ و ما داقَتْ مَللًا
أَسرْتَنِي بِدواخِل فِكركَ رَهينةً أبَدًا
فأسْكنتَني بِبَهوِ قلْبكَ سِجنًا مُنْعَزلًا
نَهلْتُ من نَبيذِ عيْنَيْكَ كأسًا مُعتَّقةً
فَرمَيْتَني بِدُروبِ حُبِّكَ سَكرانًا ثمِلاً
أتَمايلُ من وَلعِ الْهُيامِ مُذْ أن وَطَأتْ
أَشعارُكَ قَلبِي جَمْراً لا زالَ مُشتَعلاً
قد يبعَث الحياةَ فينَا بعدَ أن فَقدَتْ
حَلاوةُ اللِّسانِ شِعرًا حُرًّا و مُخْتزَلاً
كأن النَّظْمَ لأشعاركَ نجومٌ مُتلَأْلئَةٌ
و الْقَوافيُّ تُرَصُّ كَأنَّها الْبَدرُ مُكْتمِلاً
أَنا الْمَجْنونُ و لا الْجَفاءُ مِنْ شِيَمي
أَصبْتَ بِسَهْمِ الرَّويِّ جُرْحاً ما انْدَمَلَا
يا ناظِمَ الشِّعْرِ قَدْ بَلغتَ مِنِّي مَنْزلَةً
غَدَوتُ لها أَسِيراً لا أَبْغي عَنها حِولاً
انا الْمُصْغي لِما تُمْلي عَلَيَّ منْ حِكَمٍ
مُطيعاً لِعِناقِ نَومٍ بأحْضانِكَ و الْقُبَلَا
ما زِلْتُ بأقوالِ أَبْيات شِعْرِكَ مُنْبهِرًا
وصِرتُ بِمَفاتِنِ حُسْنِها للتَّوِ مُنْشَغلاً
يَبيتُ المُتَيَّمُ بِمِحْرابِ بَيتِك مُعْتكِفاً
و يُصْبِحُ على صَبيبِ الدَّمْعِ مُغْتَسِلاً
يَنحَني إجْلالاً لِمَ للْفَصاحَةِ من صُوَرٍ
فَيَجثو على رُكْبتَيْه خاشِعًا و مُبتَهلاً
اسْتمَعْتُ لقَصائدِ أشْعاركَ لَا مَثيلَ لَها
أراحَتْني و زادَتْ في اَعْمَاريَ الأَجلاَ
رَجاءً داوِمْ على امْتاعِ أسْماعِنا طَرباً
الْمتْعةُ شعراً بليغاً مَدْحاً كانَ أوْ غَزلاً
مصطفى سريتي
المغرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق