الخميس، 30 أكتوبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{نموت ليحيا الوطن}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{سميربن التبريزي الحفصاوي}}


* نموت ليحيا الوطن...!

أيتها النائحة عند رمسي...
لم هذا العويل وهاذي الدموع...؟
أهاجك الشوق لأمس..؟! 
إلى الذكرى...؟؟؟!
أردت الرجوع...؟؟
عشقت ٱقتفاء الأثر...
سقاك الحنين إشياقا
ونايا حزينا طروب
ونشوة  برد المطر...
إستفزك صمت الغروب  
وحزن الغروب لتلك الدروب 
إشتقت للشارع المقفر...
والنور الخافت والليل الغريب 
وذكرى قديم الزمن...
أوحشك هجر الرصيف
 ونسي الشرفات وورق الخريف
والشوق أعياك  لعبق تاريخ 
القرى و المدن...؟
لا تحزني فإن في الموت ولادة
وبعثا جديدا...
وأن  الله أمانا وسعادة
خلودا وعمرا مديدا...
لماذا البكاء إذن...؟؟؟!
ألم أوصيك وقلت لك...؟!:
حينَ أموتُ ويلبسني غاسلي  
بياض الكفن...!
لا تُشهري سيرةَ الريحِ
في ثقوبِ قميصي الوحيد
وتجعليني جوقة للبكا
 والنحيب....
ولا تلبسي بعدي
 سواد الحزن...
وإن حال دونك اللحد...
والصمت الغريب...
وليل طويل مريب
سأكونُ هنا  خلف بابكِ...
طيفا يحن....
لنبقي رغم  مر المنايا 
ورغم الفراق دوما معا...
سنبقى أديماوطينا وطيبا
لأرض الوطن
وإن كنت يوما حبيسا
سجين اللحود...
و ممنوع عليا الرجوع
مهما هزني الشوق إليك
مهما دفعت  الثمن...
سأسمع وقع خطاك عند رسمي
وصوتك الباكي والعويل
سأسمع من صوتك   ناي الشجن... 
سأسمعُ نعياًجنوبيّاً وأضحكُ
لأني لا أستطيع البكاء
لأنّي فارغٌ من الدموع
كنهرٍ جف منذ زمن
يسخرُ منهُ الجسرُ ...
الذي آل للتداعي
ويمرحُ على ترابِهِ 
الطفل البريء
ويشدو بلهو وفن...
أنا النهر وإن جف...!
أنا الجسر والهجر ...
والطفل حين يلعب
 و يعدو  و يشدو...
أنا النسي والصمت 
وذاك الشجن...
وإن مت وصرت رميما
وصحت من رمسي
ورد من صوتي الصدى
سوف أعاد  أديما لأرضي
سأبقى في مجدها...
لحن الكرى وطيب الثرى...
رغم العدى والمحن...!
وأبقى التراب والصخر فيها
وأبقى... وأبقى...وأبقى...!
كل المدى لهذا الوطن...!
حينَ أموتُ...!
ويلبسني غاسلي 
بياض الكفن...!

    -سميربن التبريزي الحفصاوي-🇹🇳

    -(( بقلمي))✍️✍️✏️ 

ليست هناك تعليقات: