الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{حذار}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


حذار

سأكتبُ في الصّباح وفي المساءِ
وأكتبُ للرّجال وللنّــــساءِ
سأشحنُ أحرفي نثراً وشعراً
إلى وطنٍ يســـــيرُ إلى الوراءِ
لعلّي أستطيعُ بلوغ شعبٍ
تشبّعَ بالفجورِ وبالغــــــــــباءِ
يُسافرُ في المآسي والمعاصي
وداءُ الغيّ يصعبُ في الدّواءِ
أراد لنا الأعادي كلّ سوءٍ
فزدْنا في مُــــــمارسةِ البغاءِ

بنور الفهمِ تُكْتشَفُ الحلولُ
فتركضُ نحْــو وُجْهتِها العقــولُ
يزيدُ بها الطّموحُ هُدىً ورشداً
كغيثٍ تسْـــتجيبُ له الحـــقولُ
وبالإصرارِ تتّضحُ المعاني
وتفْـــصحُ عنْ قرائحِها المــيولُ
ومن طلبَ النّهى منْ غيرِ فقهٍ
تلاشــــتْ في تفكّرهِ الــحُلولُ
فعلّمْ ما استطعتَ بكلّ صدقٍ
فإنّ النّـــهر تملأهُ السّــيولُ

أتيتُ لكيْ أقولَ إلى الشّبابِ
حذار من مُخاصــمةِ الكتابِ
ضلالُكَ في حياتكَ ليسَ إلاّ
جُحـــــود قد تأثّر بالسّــرابِ
وجمْعُكَ للحطامِ يعدُّ جهلاً
وخيرُك في العبادِ من الصّــوابِ
وما أحدٌ يخـــلّدُ في البرايا
بلِ الدنيا سَتـــــفنى بالخرابِ
أراحَ النّفسَ أنّ الموتَ آتٍ
وأنّ العيشَ يُختَمُ بالحـــسابِ

تُعــــــلّمنا القراءةُ ما نريدُ
ومنها يرتقي البــــشرُ الرّشيدُ
وقل ربّي بفقهِ العلمِ زدْني
فإنّكَ أنـــــت خالقُنا المـــــجيدُ
وسبّحْ باسمِ ربّكَ واسْـــتعنهُ
فربّ العرشِ يفــــــعلُ ما يريدُ
نصيبكَ في اجتهادكَ سوْف يأتي
برفقتهِ البصـــيرةُ والجديدُ
ومنْ لمْ يجتهدْ في العلمِ أضحى
تعلّمُهُ اجتراراً لا يفــــــيدُ

تعلّمْ فالمـــــــــعارفُ تكتسبْ
ومن طلبَ العلى اتّبعَ السّببْ
كفى بالعلم في الظّلماء نوراً
يجنّبنا الكثيرَ من التّــــــعبْ
به الإنسانُ أصبحَ مُستطـــيعاً
فأبدعَ في الفنونِ وفي الأدبْ
وأبدعَ في العلومِ بلا حدودٍ
وسافرَ في العصورِ وفي الحقبْ
ومن رضيَ الحياةَ بغير علمٍ
تحوّلَ في الوجودِ إلى حطـــبْ

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: