آهٍ من الماضي
كلما انفردتُ بنفسي يمرُّ طيفُك بخاطري،
وكلما عدتُ إلى القرية، مرَّت ذكرياتُ الماضي أمامي.
حنيني إليك جارِف،
وحنيني لك لا يُوصَف،
قلبي إلى هذه الساعة يرتجف خائفًا.
كيف افترقنا؟
كيف أضعتُك وأضعتَني؟
كيف سمحنا للأقدار أن تتلاعب بنا؟
كيف تركنا مصيرَنا تُقرِّره الأيام؟
كيف نسينا العهدَ والأحلام؟
كيف تاهَ كلٌّ منّا عن الآخر؟
كيف كُنّا دُمىً تعبثُ بها الأيادي؟
كيف سمحنا للأهل أن يعبثوا بنا؟
أين كان عقلك؟ وأين كان عقلي؟
أرضينا كلَّ الناس، وخسرنا الحبَّ والإحساس،
أرضينا كلَّ الأطراف، وأضعنا عشقًا كلّه عفاف،
أطعنا الكبار، ففقدنا التركيز وأسأنا الاختيار،
أطعنا الأعراف، فأصبحنا ضحايا القسوة والجفاف.
رفضوك لأنك ابنُ الجيران،
وأقنعوني أنَّ ابنَ العمِّ أولى إنسان،
رفضوا غرامَ العشّاق،
وسقوني المرَّ والتِّرياق،
ساقوني كالشاةِ إلى الذبيحة،
المهمّ عندهم أن يتفادوا اللومَ والفضيحة.
“بنتُ العمِّ لابنِ العمِّ” — هذه كانت وصيّةَ الأجداد،
اتّبعناها وتوارثناها رغم تقدّم العلم في البلاد.
ليتَ الزمنَ يعود ولو لحظةً إلى الوراء،
أقسم أنّي لن أتخلّى عن حبّنا ولو قطعوني أشلاء،
ما أقساهم! نزعوا من قلوبنا المحبّةَ والوفاء،
وزرعوا مكانها الغصبَ… والكراهيةَ والجفاء.
بقلمي:
ألفة ذكريات من تونس 🇹🇳
ابنة الزمن الجميل ❤️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق