الثلاثاء، 7 أكتوبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{هوى يعتريني}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


 هوى يعتريني ..


هوًى يعتريني منهُ كمْ كنتُ أتّقِي
ويغرقني في يمّهِ المترقرقِ

ألا هَلْ درى مَنْ أيقظَ القلبَ للهوى
بأنّ اصطباري منذُ غابَ مطلّقِي

وأنّ هواهُ النّارُ تصهرُ مهجتي
وتأتي على الأضلاعِ دونَ ترفّقِ

وعندَ الوداعِ القلبُ طالَ خفوقهُ
ودمعي همى كالعارض المتدفّقِ

سهرتُ أناجي البدر والقلب يشتكِي
وأسهرني من باتَ غيرَ مؤرّقِ

وجيشٌ من الأشواقِ كالبحرِ زاخرٌ
يهاجمُ صبري فيلقٌ إثرَ فيلقِ

بطبعٍ وأخلاقٍ على الخيرِ تنطوي 
ونور جبينٍ دونه كلّ مُشْرقِ

أعدتَ الصّبَا للعمرِ بعدَ ذبولهِ
فأورقَ من أغصانهِ كلّ مورقِ

وما من شرابٍ قدْ روتني كؤوسهُ
ودنّ الهوى منهُ أعبُّ وأستقِي

فكانَ بطعمِ (الموتِ في كأسِ لذّةٍ)
يتعتعنِي ( كالبابليّ المعتَّقِ )

وطال اتّقائي للهوى وشقائهِ
إلى أنْ جلبتَ اليومَ ما كنتُ  أتّقي 

أيا حبّ ما أبقيتَ منّي بقيّةً
سوى مهجةٌ حيرى وقلبٌ معلّقِ

وتثني صروف الدَهر عنّا يدُ الهوى
وأرواحنا بالحبِّ تصفو وترتقي

             رفا الأشعل 

            على الطّويل

ليست هناك تعليقات: