الثلاثاء، 7 أكتوبر 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
          بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

آخر الطريق 

حقا أنها رحلة غريبة من نوعها ،حتى السماء أراها  غريبة ،والجبال أكثر غرابة ،الوجوه شاحبتة،لم أتعرف على أي فتاة جميلة ،ولا حتى متوسطة الجمال ،بل ولاحتى قبيحة.
سواء أكانت من عالم الأنس، أو من عالم الجان ،ولا حتى من الفضاء الخارجي ،لا من الماضي ولا من الحاضر.
لقد خرجت من جميع الأزمان ،ولم يعد أي قيمة للوقت.
لم تبتسم لي أي طفلة ،أو أن يصافحني أي غلام جميل الصورة،يبدو أن واقعي المرهق هو الحاضر والفارض نفسه اليوم.
لقد صاحب ذلك ضيق في الصدر ،وعدم إقبال على الحياة ،بل كان كل شيء جميل يتحول بلحظة إلى  قبيح ،حتى إنعكاس  صورتي  على زجاج النافذة بدت لي أكثر قبيحا من أي شيء أخر.
السماء قاتمة كما وأنها سترميني بحجارة من سجيل،هل هو يوم القباحة العالمي..؟؟
خيم الصمت على الجميع لتزداد الكئابة والوحشة، بعد دقائق طويلة ،بطيئة ،
تركت تلك العقول البالية وفضلت النظر عبر النافذة ،سرعان ما إزدادت سرعة الحافلة لتصبح أشبه بالقطار البخاري،البعض أجهش  بالبكاء، وأما البعض الأخر فأخذ بالتكبير  دون حاجة تستدعي ذلك .
مابالهم..؟؟
لم أفكر يوما بالجنة ،خصوصا عند الغضب والشعور بالحرمان،وشعوري بما وقع علي من  ظلم، فأما النار فهي إذلال بعد كل مارأيته في حياتي ،لا أرغب الأن بالذهاب لا إلى الجنة ولا إلى النار ،أما هم ؟؟
 ههههه هل يعتقدون بأنا في يوم القيامة!!
إزدادت سرعة الحافلة لتصبح كسرعة القطار الكهربائي السريع!! ،بل أسرع منه بكثير.
وهذه المرة شعرت ببعض الذعر،
تلفت حولي لألتمس بعض الأمان والراحة من وجه مسافرة جميلة، طفل رائع، وجه أليف .لكني دهشت ،بل ذعرت عندما لم أر  أحد من الركاب .لقد إختفى الجميع !!
كيف حدث ذلك !!
أين أنا الأن !!
وقفت ،تلفت حولي  حتى مقصورة القيادة  أصبحت خالية من قائد الحافلة والمضيفة بينما المقود والمكابح تتحرك وحدها.
أن الحافلة مندفعه بسرعة رهيبة بلا قائد يقودها.
نظرت من النافذة ،لم أر سوى صحراء واسعة منبسطة بالكاد ترى بسبب السرعة ، لقد إختفت الجبال ،والصخور وجميع المركبات والناقلات الضخمة ،لم يتبق سوى طريق ضيق طويل،مستقيم بلا أي إعوجاج وسط الصحراء.
إزدادت السرعة أكثر وأكثر حتى لم أعد أر شيئا ،فأنبعث النور من النوافذ .
صرخت مستغيثا بالعدم:
-ماذا يجري ؟
إرتفع صوت أجش:
-أصمت ،لاتتكلم؟
-لكن..من..من المتحدث؟
-أنت ذكرت كثيرا في حياتك  بأنك لاتريد النار ،بل ولاتريد أيضا الجنة أليس كذلك؟
-...................
-حسنا بما أنك لا تريد جنة وسعها السموات والأرض ولا نار تنقيك من ذنوبك ، لذلك سوف ترسل إلى منطقة وسطى  ؟
-وهل يوجد منطقة وسطى.
-بالطبع ،حتى ترى الجنة من بعيد ولا تشم ريحها لتتحسر، وترى النار أيضا وتتعذب؟
-لكني فقط أريد العودة ..أعدني إلى مكاني .
-لكي تعمل صالحا أليس كذلك ،لقد فات الأوان وقد إنتهى أجلك في الدنيا أيها المتحجر القلب  ،والأن أصمت ولا تتحدث.

                           "إنتهت القصة "
   (إذن،  والآن أصدقائي تابعوني في القصة الأخيرة من  تلك                       السلسلة  وعنوانها  : القرين)     
                                 

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: