الخميس، 30 أكتوبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{ابدية تتحدث بصوت الروح}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


ابدية تتحدث بصوت الروح
د.كرم الدين يحيى إرشيدات 

حبيبتي 

لِمَ هذا البُعدُ، 
وتركتَ خلفكَ قلبي مُعلَّقًا؟
الأنينُ صامتٌ... 
ولا جدوى من الدموع.

تاهَ الحنينُ في دروبِ غيابِكَ،
وحتى الظلالُ أضناها الانتظار.
أكنتَ ترحلُي بي أم عنّي؟
فكلا الطريقتين
 موتٌ بطيءٌ في قلبي.

حبيبي 

ما كان رحيلي اختيارًا،
 يا نَبضَ الرُّوح،
لكنَّ دروبي ساقتني
 إلى غيابٍ لا أريده.
كلُّ خطوةٍ تبعدني عنكِ
تُثقلُ القلبَ بندبةِ وجعٍ جديدة.

أما زلت هناك، 
على ضفةِ الانتظار،
تسقي الحنينَ من دمعِ المساء؟

حبيبتي 

أنا ما زلتُ كما كنتَ تعرفينني،
صوتي دعاءٌ، وقلبي صدى لاسمِكَ.
أزرعُ صمتَك وردًا بين ضلوعي،
وأحرسُ حلمَنا من غبارِ الغياب.

عودي إليَّ ولو همسًا،
فإنَّ الصمتَ دونَكِ جرحٌ لا يندمل،
وإنَّني، مذْ كان غيابك،
أُحادثُ ظلَّكِ... كأنَّهُ أنتِ.

حبيبتي 

 ظننتُ معك أني ودَّعتُ قوافلَ أحزاني إلى غيرِ رجعة،

ولم يخطرْ ببالي أنَّ جذورَها ما زالتْ راسخةً في أعماقي.

ظننتُ أنَّ الفرحَ حينَ مرَّ ببابي، 
سيغسلُ وجهَ العمرِ من غبارِ الوجع،

لكنَّهُ يا كان عابرَ حلمٍ،
 تركَ في القلبِ خيطًا من وهجٍ 
ثمَّ تلاشى.

وعدتُ أفتّشُ في ركامِ الذاكرةِ عني،
أبحثُ عن ملامحٍ لم يبللها الحنين،
فلم أجدْ سوى صدى صوتك،
يهمسُ: "ما زالَ الحزنُ فيكَ وطنًا، 
لا تُغادره."

حبيبتي 
كنا أنا وأنتِ أيقونة عشق يُقتدى بها.
 وكتبنا ثنائيات أطربت قلوب الكثيرين
لا أريد اليوم أن أخذل من كان ينتظر بوحنا.

حبيبي 
أعلم يا ساكن الروح
 فالحرف بلاك صمت، والبوح دونك أنين غياب طويل.
 أحيانًا، أشعر أن الفرح يزورنا كضيف عابر، ثم يرحل تاركًا أثره في صمتنا.

حبيبتي 
وأنا أيضًا، كل لحظة حبٍ عشناها
 تترسخ في قلبي، 
ولا أستطيع نسيانها،
 مهما طال البعد.

هل تتذكرين حين كنا نكتب للحياة أسماءنا على أطراف الغيم؟

نعم حبيبي…
 وكان قلبي يهمس باسمك
 قبل أن يشرع القلم في الكتابة.
أحيانًا أخاف أن يكون البوح كافيًا، 
وأنه لا يصل إلى عمق قلبك 
كما يصل إلى قلبي.

حبيبتي 
 لا تخافي… 
كل كلمة منك تصل،
 وكل صمتك يحكي عنك أكثر 
مما يمكن للحروف أن تقول.

 لنعد ونكتب لحظاتنا، 
ولنتركها للشمس  لتضيء دروبنا مرة أخرى.

حبيبي 
لنفعل… 
لأن الحب الذي بيننا أكبر من أي غياب، وأعمق من أي صمت.

 حبيبتي،
 أحيانًا أشعر أن الليل يغني  بصوتك
 في كل نسمة،
وأن القمر يرسم وجهك
 على صفحات الليل.
وأنا أرى في كل ضوء النجوم عينيك، تتلألأ،

تخبرني أن الحب بيننا لم يمت، 
بل أصبح روحًا تتنفس بين الأفق والغيوم.

حبيبي 
كل نهر يمر يهمس باسمك، 
وكل اركان الدنيا تتذكر همساتنا،
وكأن الكون كله يتناغم مع عشقنا.

وهل تتذكر حين كنا نجلس في صمت،
ونترك للهواء أن يكتب قصائدنا على أوراق الغيم؟

 نعم حبيبتي اذكر ،
وكان الصمت أكثر الكلام صدقًا، 
وأكثر وجدانًا.

كل حرف منك كان نبضة، 
وكل نظرة منك كانت أغنية،
وكل ابتسامة كانت وعدًا
 بأن لا يزول ما زرعناه.

حبيبي 
دعنا نعود إلى تلك اللحظات،
 لا لنعيشها كما كانت،
بل لنغني لها ألحانًا جديدة،
 أنغامًا تُرسم من صمت القلب،

ونترك لكل نفسٍ أن يهمس
 بما لم تستطع الكلمات حمله.

 حبيبتي… 
حتى إذا ابتعدنا عن بعضنا،
ستظل أرواحنا تعانق بعضها في كل شروق وغروب،
وسيبقى كل حرف كتبناه
 خالدًا في نهر الزمن،

موسيقى لا تتوقف،
 لا يطمسها أي غياب.
وكل ما بيننا هو أبدية…
نعم حبيبتي 
أبدية تتحدث بصوت الروح،
 وتهمس في كل مكان:
 "هنا كان الحب… وهنا سيظل".

احبك حبيبتي 
احبك يحيى 

د.كرم الدين يحيى إرشيدات 

الاردن

 

ليست هناك تعليقات: