.... وَسامَةُ الرُّوحِ ....
مَعذورَةٌ إذا غابَ عَنكِ الْجَمالُ يَا سيِّدَتي
فَالحَسْناءُ الْحَقّةُ جَميلَةُ الرُّوحِ لاَ الْجَسَدِ
كَم مِنْ غَزالٍ وَسيمٍ يَكادُ الْحُسْنُ يَقْتلُهُ
بِسِهامِ الشُّرورِ بِالْغيرَةِ والحِقْدِ أو الْحَسَدِ
فَوَسامَةُ الزَّهَراتِ بِألْوانِ الطَّيفِ تَعْرِفُها
تَأْسِرُ النُّفوسَ حُبًّا و ريحُها عَنْهُ لَنْ تَحِدِ
أَشْكالُها زَخارِفُ فَنٍّ بِاللُّيونَةِ قَدْ نُسِجَتْ
و أَشْواكُها تُوخِزُنا غَدًراً بِالبَنانِ و العَضُدِ
فَلِلنُّجومِ بَهاءُ حُسْنٍ و بَريقٍ إِذا ما بَعُدَتْ
و ما سَلِمَتْ منْ حَرِّ الْقِيلِ و الْقالِ بالنَّكَدِ
الْبدْرُ نورٌ و أَنْوارُ الْبدْرِ لا أَثْوابَ تَحْجُبُها
عَن انْكِشافٍ لمَفاتِنِ حُسْنِ بَعيدةُ الأمَدِ
جَميلَةٌ سَعادَةُ الْأنْفُسِ لِما فِيها مِنْ نِعمٍ
و لِخَيْبةِ الذَّنْبِ غُفْرانٌ ،إن طَفَتْ كَالزَّبدِ
هِي المَفاتنُ تُكْسا بِثَوْبِ الحَريرِ مَفْخَرَةً
و دِيدانُ القزِّ عارِيةً دُونَ لِباسٍ إِلى الأبَدِ
يا جَميلَ النَّفس داوِمْ على الصِّيامِ إذاما
دَعتْك الْجَوارِحُ لِعِصْيانِ ما عنْهُ قدْ تَحِدِ
اُغْضُدْ بَصَرَكَ ما اسْتَطَعْتَ جَميلاً تَكْسِبُه
فَعَيْنُ الْمَرْءِ شِراكٌ و عَنْها الأَجْناسُ تَبْتَعِدِ
لِتَكنْ كما شِئْتَ وَسيماً كُلُّ النَّاسِ تَعْشَقُهُ
الْحَبيبُ جَميلُ الخُلُقِ مِثْلهُ النِّساءُ لَم تَلِدِ
كَريمٌ بأَخْلاقِهِ و جُلُّ الأَجْناسِ بِهِ مُغْرَمَةٌ
جَميلُ الصِّفاتِ وكَطيبَةِ قَلْبِه قطُّ لَنْ تجِدِ
يا مَنْ غَرَّكِ الْحُسْنُ فَالطَّاوُوسُ لَو نَفَختْ
ريشَها الأَخَّادُ فَكُلّ يَومٍ مِنْهُ الْإِناثُ تَرْتِعِدِ
مصطفى سريتي
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق