تمرّ بي /بقلم لينا ناصر
من سلسلة ~مذكرات عاشقة ~
أنتَ…
تمنح ملامحي التشكيل الأخير،
تضيف على وجهي ملامحك،
كأنك تسحب بي
إلى جبّ الحبّ،،
في زاويةٍ من الضوء،،،
ثم تتركني لأكتشف أنك
السبيل الوحيد الآمن للجوء..!
تمرّ بي كقارئٍ محترف،،،
لا يبحث عن المعنى،،،
بل يصنعه…
بعينٍ تتلو النصوص بلهفةٍ،،،
فتوقظ أنوثتي الصارخة من سباتها..
وتجعل من شفاهي قصيدةً
لا تعرف الصمت...!
نظرتك وحدها
تنسج حروفي من ملامحي،،،
تسحب منّي الحرف بعد الحرف،،،
حتى أُصبح نصًّا مكتوبًا بأنفاسك...!
حين تمرّ بي…
لا تمرّ كالعابرين،
بل كمن يعرف الطريق إلى آخر دهشتي،
تلمسني دون لمس..
تقرأني دون نطق..
تعيد ترتيب أنوثتي
كما يُعيد الشاعر تنقيح القصيدة الأولى
في مسيرته الأدبية...!
تمنحني اكتمالي،،،
كأنك أخر نظرة في دراسة معمقة
لاكتشاف سرّ الظلّ والنور..
تغمرني بعينيك ،،
حتى يغدو وجهي صفحةً من شفق!
وكلّ تفاصيلك فرشاة من موج!
تمسح عن ملامحي
قطرات الخجل..!
كلّما نظرت إليّ،،
تتكوّن ملامحي من جديد،،،
يتبدّل خطّ الحزن في عينيّ إلى حنين،،،
ويتهجّد الفرح على فمي،،،
كأنني أُخلَق على مقاس حبّك في كلّ مرة...!
أنتَ لا تقرأني،،،
أنت تكتبني كما تشاء،،،
بإيقاعٍ لا يشبه إلا نبضك،،،
فتصبح أنا،،
وأصبح أنت،،
وتغدو الملامح بيننا ضوءًا واحدًا
يتكرّر في المرايا دون اسم...!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق