السبت، 1 نوفمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{أَبائِعَةِ العُطورِ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


أَبائِعَةِ العُطورِ 

دَعيني في الظّلام معَ القـمرْ
فنورُهُ في الفؤادِ قد انتـــشرْ
دعيني أستريحُ فإنّ رَحْلي
تعلّقَ بالقــــــضاءِ وبالقدرْ
وفي خلدي يُغازلني حَبيبي
فأحلمُ أنّنـــــــــي قُرْب القـمرْ
عشقتُكِ أَنْتِ من بين العذارى
كأنّ العشقَ أوهبني البصرْ
رأيتُ الحُسْنَ فانْبَهَرتْ عيوني
وكانَ البدرُ من جنْسِ البشرْ

سألتُ اللّيل عن وَجَعِ الغرامِ
وعنْ قلبٍ تَـــــــفَطَّرَ بالكلام
لعلّهُ إنْ أحسَّ بسوءِ حالي
سقاني بالشّــــــفاءِ من الوئام
كواني بالحنينِ لهيبُ حُبّ
بِهِ التَّشَوُّقُ زادَ مِنَ الغَـــــــرامِ
فما لي حيلةٌ تُشْفي فؤادي
وقد غَرقَ المُـــــتيّم في الزّحامِ
وخلفَ اللّيلِ تختبئُ المآسي
كأنّ اللّيلَ يـــسكنُ في الظّلام

نظرتُ إلى البهاءِ فحارَ عقْلي
ومِنْ سِحْرِ العُيونِ أَبانَ قَوْلي
رأيتُ عيونها فصحتْ جُفوني
وشعّ الحسنُ في قَلْبي وَعقلي
كشمسٍ بالمحاسنِ قد أضاءتْ
فأبْهرَ نورُها ظلماءَ جهْــــلي
أبائعةَ العُطـــــ،ور أريدُ عطراً
يُعطّرُ نشْــأتي ويُزيل ويـلي
فأنت النّور في خلدي وعشْقي
وأنْتِ الغيثُ في أحْياءِ أهْلي

أفكّرُ في الصّباح وفي المساءِ
وما يئــــسَ الفؤادُ من الرّجاء
أراقبُ عودةَ الحــــــسناءِ دوماً
وأبحثُ في الغرامِ عن الشّفاءِ
فَداء العشقِ جرّعني المآسي
ولم أعـــثرْ على وصـف الدّواء
كأنّي في الهوى أصبحتُ قيساً
وليـــــلى لا تفــــكّر في بلائي
وفي بحرِ العيونِ غرقتُ دهْراً
فصــــرتُ متيّماً بهوى النّساء

جميلٌ أن تُحـــــبَّ الورْد حبّا
وأن تسْـــــعى له جــــسداً وقلبا
فحبُّ القلب يمنحُك ارتياحاً
وصدراً بالودادِ يظـــــلُّ رحْبا
ومن فقدَ المحبّةَ صار وحشاً
كأنّهُ في الورى قد صــــار ضبّا
يسيئُ إلى العبادِ ولا يُبالي
ويصرخُ بينــــهُمْ شتْماً وسبّــــا
فما عرف المودّة قلبُ باغٍ
ولا بلغَ الهُـــــدى من كانَ ذئْبا

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: