الجمعة، 28 نوفمبر 2025

مقال تحت عنوان {{الحقيقة}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{رشيد الموذن}}


🔊    الحقيقة  🔊                        

دقق معي: 
من الشائع أن يهرب انسان من الحقيقة كوسيلة دفاع عن نزواته، قد يرتدي قناع الصلابة فوق ثياب القسوة، مستعدا لمواجهة العالم بنصف الادراك. معتقدا أن بإمكانه فعل كل شيئ بمجسات إخطبوطية. لكنه في الواقع يعكس حضوره الناقص...
نعم ادراك الحقيقة مسألة وقت فحسب، فعندما يهرب الانسان من قوة المشاعر المكنونه داخله ، فانه يهرب من كل شيءٍ أيضًا. قد يختار أن يعطل ويعمل (بلوك) لمشاعره، مصدقا ما اوهمه به بعض المحسوبين على التفكير، أن حياة بلا مشاعر هي حياة خالية من العواطف. ولكن ذلك لا يمت للحقيقة بصلة 

من حيث هذا التعطيل يحرمه من العيش بصدق كإنسان، يحرمه أن يحب و ينمو ويتعلم.  وكيف لا يتم اغلاق القلب أمام الحزن والخوف والألم؟! وكيف لا يغلقه أيضًا أمام الفرح، والألفة، والتواصل؟!.
 اذن عملية بلوكاج هاته صفقة خاسرة بكل المقاييس..
 لان المشاعر عزيزي  التي يود البعض لو لم يعشها كما يجب،  لن تختفي ببساطة، بل تتوسد الوسادة متربصة، تبني لها بيتا داخل الجسد، وتعيد الظهور بشكلٍ أشد قسوة، مما يؤثر على كل جوانب الحياة ومنها الشخصية. فلا مفر منها اذن ؛ فبدونها يصبح الانسان قلقا، نزقا، تائها عمومًا.

 حقيقة المشاعر هي بوصلة وليست عقوبة..

الموضوع ليس مجرد (شذرات)، بل كون الانسان محكوم بختم مدة الصلاحية والانتهاء، عليه ان يتخذ قرارات مصيرية وقلبه عليه علامة (أونلاين).
وبمجرد فهمه لفكرة أن الختم لم يوجد لتدميره، بل لإيقاظه، كي يبدأ رحلة جديدة نحو العمق الإنساني. والدور المنوط به؛ فمن خلال الختم، هو أقرب لفهم ذاته، وأشد ارتباطا بمن حوله، مهما كان مركزه وموقعه. الحقيقي ليس في هذا الشعور ذاته، بل في العيش المتكرر لمحاولة إنكاره. كما جاء على لسان فرعون لسحرته عند هروبه من حقيقة اقرها قلبه وانكرها لسانه : ( امنتم له قبل ان اذن لكم ) . ثم سرعان ما تغير اللفظ لحظة الحقيقة معلقا ظهورها، لكن في الوقت الغلط: ( امنت برب هارون وموسى ) ..
ختاما اقول: الهروب من الحقيقة ما هو الا مسالة خيار وقت فحسب. اما الحقيقة ضامغة ....

#يوميات #تدوينات #خواطر #تاملات #تصورات #قراءات #كلمات #كتابات #مقالات .

Everyone Products 

إشارة الأصدقاء 

ليست هناك تعليقات: