الأحد، 23 نوفمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{يا ابنةَ الدارِ}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


 "يا ابنةَ الدارِ "


يا ابنةَ الدارِ التي لا تُطفئها ريحُ الغريب،
ويا شمسًا لا تُسرقُ إلّا في ظنِّ من لم يعرف معنى النور…

إنّ الشمس حين تُختَطَفُ، لا تغيب،
بل تُجرِّبُ رحلةً أخرى في السماء،
كي تعود أكثر صفاءً، وأكثر قدرةً على الوهج.
والقمرُ حين يُحاصَر بالعتمة،
لا يفقد بياضَه، بل يدافعُ عنه بالسكوت،
فالسكوتُ عند الأرواح الكبيرة
لغةٌ لا يفهمها الحاقدون.

أما الغريب الذي حمل في قلبه جمرَ الحسد،
فليس غريبًا لأنّه جاء من خارج البيت،
بل لأنّه لم يعرف معنى البيت،
ولا صدق الأبواب التي تُفتح بالمحبّة قبل المفاتيح.

الغريب—يا ابنة الجنوب—
لا يُخيف دارًا بناها العطاء،
ولا يَهدم جدارًا رفعتهُ الأيدي التي تعلّمت من النهر
كيف يكون الصبرُ ندًّا للزمن.

الحسدُ عاهةُ العين التي لا ترى،
والحقدُ دَورانُ روحٍ ضائعة،
تبحث عن عزاءٍ في تخريب دفءِ الآخرين.

أما أنتِ…
فبنتُ الدار،
وللبنتِ جذرٌ لا يُقتلع،
وصوتٌ حين يرتفع
يُسكت كلَّ ضجيجِ الغريب.

فاتركيهِ يمضي…
فليس للظلال مكانٌ في دارٍ
تسكنها امرأةٌ
تعرف كيف تُشعل قنديلها
من نارِ قلبها وحده.

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 11/23/2025
Time:12:23am

ليست هناك تعليقات: