على نهج الأوائل //
.......................
يا حادي العيسِ رفقًا بالقواريرِ
لا تحطمِ الغيدَ أشباهَ التّصاويرِ
رَفَعْتَ صوتًا شجيًّا فاسْتَجابَ لهُ
ليلُ الفِراقِ وجَسْراتُ المشافيرِ
رَحَلْتَ بالقلبِ والآهاتُ تتبعُكمْ
ما ذا بقي غيرُ أنضاءٍ تعاويرِ
وفي الظَّواعنِ لمياءٌ لها حورٌ
من لاحظتْ باتَ نهبًا للمحاذيرِ
جيداءُ فاحمةُ الفرعينِ لاحَ لها
بدرٌ مضيءٌ تبدّى في دياجيرِ
خُمْصانةُ العِطفِ يلتفُّ الوشاحُ بها
تميدُ رِيًّا كأغصانِ الأزاهيرِ
حديثُها السّحرُ عذباتٌ ملافِظُها
تَسقيكَ شهدًا بكأساتِ التعابيرِ
طافَ الربيعُ وودّعنا غَضارَتَهُ
وشُدَّ للبينِ أقتابُ المقادِيرِ
أُسَلَّيَ القلبَ بالآمالِ أشْغلُهُ
لكنْ تأبَّى قبولًا للمعاذيرِ
يباتُ نهبًا لطيفٍ زوْرهُ خُلسٌ
من غيرِ ميعادِ صدقٍ أو تدابيرِ
إن هبَّ بالروضِ نسماتٌ وفاحَ شذًا
ذَكَرْتُ ريّا لربّاتِ المقاصيرِ
يا ليلُ طالتْ لنا في قيدِكُمْ مُدَدٌ
هل من شروقٍ يوافي بالتّباشِيْرِ
عوَّقتَ فجرًا ظليع الخطوِ يتبَعُكمْ
يَدِبُّ في القيدِ مطموسُ الأساريرِ
أكلَّكَ السيرُ فاخترتَ الثّواءَ بِنا
أمْ كانَ مَسْرًا على عُجْفٍ مَحاسِيرِ
قالَ النصيحُ وقد أبدى مَوَدَّتَهُ
يا واردَ اليمِّ فكِّر في المصاديرِ
منْ يتبعِ الغيدِ مأسورٌ ومخترمٌ
يُدرجْ بقيدٍ ويحيا في المكاسيرِ
يرومُ ريَّا ولا ماءٌ يلوحُ لهُ
إن ذاكَ إلا سرابٌ في أهاجيرِ
ما لي وللعشقِ إنْ لاحتْ بوارِقُهُ
هلّتْ شؤونٌ بسجماتٍ مداريرِ
أبو وحيد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق