الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{البيانُ الشعريّ}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{الطاهر مزاته}}


 البيانُ الشعريّ

تمرّدْ
أيّها الشاعرُ الإنسان
واطْلقْ العنانَ لقلبك
فوحدهُ  يعرفُ الطريقْ
والماءُ إن وقفَ فسد
وإن  سال طاب
والنيلُ نبت حول ضفّتيْه
مجدُّ تليدْ
ومأربُ،جنٌتان عن شِمال ويمينْ
قطوفها دانيةُُ
حين تُلامسُ عرى السّلال
ومجْردة فاض
وعلى جنْبيْه
اخضرّت حقول
وأزهرتْ بساتينْ

تمرّدْ
ففي الا ستكانة
ذلّ
وفي القوم،كن سيّدا
ودعِ الخدمةَ للعبيدْ
حلّق في الحلم
وخلّ الهيْبة للكذوبْ
لا تبْذُلْ نفسك للجميع
مثل نعْلٍ توْلغُ فيه
الأقدامْ
مارسِ الرفض وقلْ لاَ
حين يقولُ نعَمْ القطيعْ

وفي الدنيا،لاتكنْ كلْبها
فالغابُ تحرُسهُ الأسودْ
احفظْ ماءك المقدّس
لمن يتوسّل
إطفاء الحريقْ
لا تتبعْ إماما أو زعيمْ
قلبُك نِعْمَ الدليل
ألم تقلْ، قال قلبي
وقلبي لا يخيبْ!!
خالفِ العُرْف والتقليد
إذا هما مثل حبل المشنقة
التفٌا حول الرّوح

الوطنَ صُنْهُ
وإن باعهُ الاَخرون
بالملّيم الرمزي
بماخورٍ
أو جُرْعةٍ من نبيذْ
لا تسْتقْوِ على شعبك
بعار الجحيمْ
أنت الصمّام
إذا انتكس
هوى الجبل مثل الجليدْ

أيّها الشاعرُ الإنسان
كُن أنت العنوان
في المتْن وفي القصيدْ،
واجعلِ الحرف رصاصةََ
يهبْك الدّاني والبعيدْ
وفي الشعر لا تبحثْ
عن تننضيدٍ وترتيبْ
فالقلبُ الثملُ بالحبٌ
تأسرهُ الفوضى والسيَبانْ
هل رأيْت قلبا يخْفقُ
يُشبهُ خطّا مسْتقيمْ!!
افرشْ سجّادك الأحمر للقارئ
كيْ لا يخشى الحفر والفجواتْ
ولا تكنْ وليمةََ
لمن هبّ ودبْ
فالقصائدُ مثل الغواني
يتعشٌقْن الجَسُورْ

الطاهر مزاته/تونس

ليست هناك تعليقات: