السبت، 13 ديسمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{لقد ظلمتك}} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الأستاذة{{ألفة ذكريات}}


 لقد ظلمتك…

تسرّعتُ وظلمتك،
ظننتُ أنك لا تُحبني،
وخِلتُ أنك لا تكنّ لي أيَّ عاطفة.

ظننتُ أني مجردُ أنثى عابرةٍ في دربك،
وحسبتُ أنك لا تعرف معنى العشق والهوى،
واعتقدتُ أني أضعتُ عمري هباءً معك،
لأنك لم تُخبرني يومًا بشعورك تجاهي،
ولأنك كنتَ دائمًا منغلقًا على نفسك.

لم تلمّح لي ولا مرة،
وحاربتُ هذا السؤال قدر المستطاع:
ألم تُحبّني أبدًا؟
لكنني لم أفلح…
فشلتُ وتسرّعتُ في ظلمك.

لكن لا بأس… رُبَّ ذرةٍ نافعة.
ها أنت تفصح لي أخيرًا عن محبتك،
ها أنت تبوح لي بكل لواعج قلبك.

لِمَ كنتَ كَتومًا؟
لِمَ فضّلتَ الصمت؟

لقد اعتراني إحساسٌ فظيع،
وفكرتُ أنك ربما لا تُحبني،
وأنني مجرد محطةٍ في حياتك،
تتجاوزها حالما تنتهي مهمتك.

لو تعلم كم كان هذا الشعور بغيضًا!
قمة الانكسار والمذلة… لا، بل الإهانة.

شكرًا للظروف التي أخرجتك من صمتك الرهيب،
وشكرًا لانفعالي… لأنه لأول مرة كان إيجابيًا،
وشكرًا لعقدة لسانك التي انحلّت أخيرًا.

خِفتُ أن أخسرك…
وخفتُ أن يكون شكي في محلّه فأُدمّرك…

أعتذر إن تجاوزتُ حدودي،
أعتذر منك يا أغلى ما في وجودي،
فلولا أنك تعنيني… لما أفرغتُ فيك جنوني.

بقلمي:
ألفة ذكريات من تونس 🇹🇳
ابنة الزمن الجميل ❤️

ليست هناك تعليقات: